للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العرب أنه إذا لم يكن فى السنة مطر، لم يخلف الذراع، وإن لم يكن، إلا بغشة. قال ذو الرّمة:

وأردفت الذراع لها بنوء ... سجوم الماء فانسجل انسجالا «١»

وربما نسبوا النوء إلى الشعرى، يعنون الغميصاء. وهى أحد كوكبى الذراع المبسوطة. لأن القمر ربما عدل عن الذراع/ المقبوضة، فنزل بها. قال بشر بن أبى خازم:

جادت له الدلو والشعرى ونوءهما ... بكل أسحم دانى الودق مؤتجف

وليس يجوز أن يكون أراد بالشعرى ها هنا العبور، لأن العبور ليست من منازل القمر، ولا من ذوات الأنواء. ولكنهم ربما جمعوهما فنسبوا النوء إليهما. يقولون «مطرنا بالشعريين، وبنوء الشعريين» .

والعرب تفعل ذلك كثيرا. ومثله فى القرآن. يذكر الله عزّ وجلّ «مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ»

«٢» . ثم قال: «يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ»

«٣» وإنما يخرج اللؤلؤ والمرجان من الماء الملح، لا من الماء العذب. وقال:

«وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ»

«٤» .

ثم قال: «وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها»

«٥»