للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (٢١) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (٢٢)} (١) فالقرآن في اللوح المحفوظ (٢).

الجزئية الثانية: تأثره المباشر ونقله من الإبانة من غير عزو، وهذا واضح وجلي في كتابه (الاعتقاد) وأذكر من ذلك نموذجاً واحداً لأن المسألة ليست مسألة استقراء مذهب الإمام البيهقي، وإنما ذكر نموذج من تأثره بالإبانة حيث نقل منه بحروفه ومعانيه معتمداً عليه مستدلاً به في كتابه (الاعتقاد)، ومن ذلك قوله - رحمه الله -: (باب القول في إثبات رؤية الله عز وجل في الآخرة بالأبصار)، قال الله عز وجل: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢)} (٣) يعني يوم القيامة: «ناضرة» يعني مشرقة: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)}، وليس يخلو النظر من وجوه، إما أن يكون الله عز وجل عنى به نظر الاعتبار كقوله: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (١٧)} (٤). أو يكون عنى نظر الانتظار كقوله: {مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً} (٥)، أو يكون عنى نظر التعطف والرحمة، كقوله: {وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ} (٦)، أو يكون عنى نظر الرؤية،


(١) سورة البروج، الآيتان: ٢١، ٢٢.
(٢) انظر الاعتقاد ص ٢٠٤ - ٢٠٥.
(٣) سورة القيامة، آية: ٢٢.
(٤) سورة الغاشية، آية: ١٧.
(٥) سورة يس، آية: ٤٩.
(٦) سورة آل عمرا، آية: ٧٧.

<<  <   >  >>