للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وقول المؤلف بأن الله - جل وعلا - ليست له صورة تقال مسالة تحتاج إلى تفصيل:
(أ. إن كان قصده إثبات الصورة لله ونفي الكيفية فهذا أمر حسن متفقُ مع منهج السلف الذين يثبتون الصفة ويتوقفون في الكيفية ولعل هذا هو مقصده إن شاء الله ويدل على هذا أنه نسب القول بأن الله ليس له صورة إلى المعتزلة حيث قال: أجمعت المعتزلة على أن الله واحد ثم قال: وليس بحسم، ولا شبح، ولا جثة، ولا صورة .. ثم قال: فهذه جملة قولهم في التوحيد، وقد شاركهم في هذه الجملة الخوارج، وطوائف من المرجئة، وطوائف من الشيعة. انظر: المقالات تحت باب: وهذا شرح قول المعتزلة في التوحيد وغيره ص ١٣٠، وقد نفى الصورة لله عز وجل أحد أعلام المعتزلة، وهو عبدالرحيم الخياط، حيث قال: بأن الرافضة وصفت ربها بصفة الأجساد المحدثة، فزعمت أنه صورة. انظر كتاب الانتصار والرد على ابن الروندي الملحد ص ١٤٠، ومنهجه في المقالات أنه يورد أقوالاً للمخالفين فيها حق وباطل، وعندما يورد أقوال أهل السنة يذكر فيه من أقوال المخالفين ما هو حق، وأما ما يراه باطلاً فلا يورده في أقوال أهل السنة، ومن هنا يتبين أن أي مسألة يوردها للمبتدعة ولا يوردها في جملة أقوال أهل السنة فهو مخالف لها، كمسألة نفي صفة الصورة نسبها للمعتزلة، ولم يوردها في جملة أقوال أهل السن، ومما يؤكد ذلك قوله ليست له صورة توحي بأنه أثبت الصورة ونفى أن تقال فيها كيفية والله أعلم.
(ب. إن كان قصده نفي كون الصورة من صفات الرحمن فهذا مخالف لمنهج السلف الصالح وجمهور أهل الحديث الذين يثبتون لله صفة الصورة، =

<<  <   >  >>