للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا [تعب] (١)، ولا مسه لغوب (٢) ولا نصب. خلق الأشياء بقدرته، ودبرها بمشيئته، وقهرها بجبروته، وذللها بعزته، فذل لعظمته المتكبرون (٣)، واستكان لعز ربوبيته المتعظمون (٤)، وانقطع دون الرسوخ في علمه العالمون، وذلت له الرقاب، وحارت في ملكوته فِطَنُ ذوي الألباب، وقامت بحكمته (٥) السموات السبع، واستقرت الأرض المهاد، وثبتت الجبال الرواسي، وجرت الرياح اللواقحُ (٦)، وسار في جو السماء السحابُ،


(١) ما بين القوسين زيادة من ب. هـ.
(٢) لغوب. أي الإعياء والنصب والسأم، يقال لغب الرجل يلغب إذا أعيى وفي هذا رد لما قالته اليهود: أن الله تعالى خلق السماوات والأرض في ستة أيام واستراح يوم السبت. انظر تفسير القرآن لأبي المظفر السمعاني ٥/ ٢٤٧ وانظر المحرر الوجيز لعبدالحق الأندلسي ٥/ ١٦٨ عند تفسيرهما للأية ٣٨ من سورة ق
(٣) في ب. و. المنكرون.
(٤) في ب. د. و. المتكلمون.
(٥) في د، و بكلمته.
(٦) اللواقح: قال ابن منظور في لسان العرب واللواقح من الرياح: التي تحمل الندى، ثم تمجه في السحاب، فإذا اجتمع في السحاب صار مطراً، ومعنى قوله: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} أي: حوامل، جعل الرياح لاقحاً؛ لأنها تحمل الماء والسحاب وتقلبُه وتصرفه، ثم تستدره فالرياح لواقح أي: حوامل على هذا المعنى. انظر لسان العرب لإبن منظور مادة "لقح" ٢/ ٥٨٢ - ٥٨٣. وفي معنى قوله عز وجل: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} قال عبدالله بن مسعود: تحمل الريح الماء فتلقح السحاب، وتمر به، فيدر كما تدر اللقحة، ثم يمطر. وقال ابن عباس: تلقح الرياح الشجر، والسحاب. انظر معاني القران لإبي جعفر ٤/ ١٩.

<<  <   >  >>