للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجل، وأحذركم الدنيا فإنها حُلوة خضرة (١)، تضر أهلها، وتخدع سكانها. قال تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (٤٥)} (٢). من كان فيها في حَبره (٣) (٤) أعقبته وبعدها غبرة (٥)، ومن أعطته من شرابها بطنًا أعقبته من خرابها ظهراً، غرارة، غرور ما [فيها] (٦) فانية، فانٍ ما عليها، كما حكم عليها ربها بقوله إذ يقول: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦)} (٧). [فاعملوا] (٨) رحمكم الله للحياة الدائمة، ولخلود


(١) لفظ حديث مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء" أخرجه مسلم كتاب الذكر والدعاء باب أكثر أهل الجنة الفقراء، وأكثر أهل النار النساء، وبيان الفتنة بالنساء حديث رقم (٢٧٤٢).
(٢) سورة الكهف، آية: [٤٥].
(٣) الحبره: بالفتح النعمة وسعة العيش والحبور السرور أنظر لسان العرب مادة حَبر ٤/ ١٥٨.
(٤) في ب، د، و خيرة.
(٥) في ب، وغيره وفي ج، هـ عِبره.
(٦) زيادة من باقي النسخ.
(٧) سورة الرحمن، آية: [٢٦].
(٨) ما بين القوسين زيادة من ب. ج. د. هـ وفي باقي النسخ فاعلموا وهذا تصحيف واضح.

<<  <   >  >>