سابعاً: كذلك نقل هذا الكلام عن الغزالي عدد من أهل العلم منهم: ١ - ابن عساكر (تبيين كذب المفتري ص ٣٠٠) وابن تيمية (مجموع الفتاوى ٥/ ٥٠٣)، والسبكي (طبقات الشافعية ٦/ ٢٣١)، ولا شك أن هذا النص لو كان للأشعري لحرص هؤلاء العلماء - ومنهم من ألف كتابه خصيصاً للدفاع عن الأشعري كابن عساكر - على نسبته للأشعري وليس للغزالي، خاصة وأن هذا الكلام معروف لديهم، ولو كان الغزالي نقله عن الأشعري دون نسبته لتفطن لمثل هذا الإمام ابن عساكر أو السبكي - رحمهما الله - بل وفي الكتاب الذي نقل منه ابن عساكر الإبانة نقل في نفس الكتاب الكلام ونسبه للغزالي ولو كان موجوداً في الإبانة لعزاه إليه وهذا لوحده كافٍ لردها. ثامنًا: يتكرر قريب من هذا المعنى أيضاً عند بعض مؤولة الأشاعرة مثل: العز بن عبدالسلام (انظر طبقات الشافعية للسبكي ٨/ ٢١٩)، وعند المفسر الثعالبي في كتابه التفسير (تفسير الثعالبي ٢/ ٢٦٣)، وعند أحمد بن يحيى بن جهبل في رده على شيخ الإسلام ابن تيمية في مسألة الجهة (انظر ترجمة ونص كلامه في طبقات الشافعية للسبكي ٩/ ٣٤). تاسعاً: ومما يدل على بطلانها قوله: «فوقية لا تزيده قرباً إلى العرش والسماء؛ بل هو رفيع الدرجات على العرش، كما أنه رفيع الدرجات عن الثرى، وهو مع ذلك قريب من كل موجود، وهو أقرب إلى العبد من حبل الوريد، وهو على كل شيء شهيد»، ووجه الإشكال في هذا الكلام أنه يستلزم نفي علو الله الحقيقي على خلقه كما يستلزم نفي اختصاص العرش باستواء الله عليه، ويصير العرش وسائر المخلوقات سواء. وقد حكى شيخ الإسلام ابن تيمية هذه المقالة عن أبي حامد الغزالي، وحكم عليه بأنه من نفاة علو الله =