الحادي عشر: انبته بعض أهل العلم والباحثين إلى هذه الزيادة فمنهم: من جعلها مقحمة كالدكتور عبدالرحمن المحمود في كتابه موقف ابن تيمية من الأشاعرة (انظر: موقف ابن تيمية ١/ ٣٥٤ - ٣٥٥)، ومنهم من فرح بها كفعل أحد أهل البدع المهاجمين بشدة للمنهج السلفي وهو حسن السقاف (انظر تعليقه على دفع شبه التشبيه ص ١٩، وكتابه صحيح شرح العقيدة الطحاوية ص ١٦٣) عندما أبرز هذه الزيادة وإثباتها، وبيان أن الطبعات المختلفة من الإبانة خالية منها، ولو نظر إلى تبيين كذب المفتري الذي علق عليه أحد أئمة مدرسته وهو الكوثري لوجد النص المنقول في التبيين من الإبانة قد خلا من هذه الزيادة، بل ولوجدها في التبيين قد نسبت للإمام الغزالي لعلم مدى جرأته في التشكيك بنسخ الإبانة. الثاني عشر: ومن أدلة أنها زيادة من الناسخ وجود بعض الألفاظ التي حذر منها السلف لأنها محدثة كلفظة المماسة وهي من الألفاظ المحدثة التي لم تكن معروفة عند السلف قبل زمن الإمام أحمد رحمه الله والذي كثرت فيه البدع فحاربها وجاهدها وإلا فهي من دقائق علم الكلام والمراد بالمماسة لغةً مقابلة للمباينة فإذا لم يكن مبايناً كان مماساً: أ- لامساس أي: لا مماسّة، أي لايمس بعضنا بعضا. ب-} ماسه مماسة، ومساساً، لمسه، وفي التنزيل العزيز: {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِساسَ} [سورة طه (٩٧)]. ويقال ماس الشيء الشيء: لقيه بذاته، تماس الجرمان: مس أحدهما الآخر.