(١) ومسألة الإيمان بالحوض من الأمور المتفق عليها بين أهل السنه والجماعة، وقد نص على الإجماع غير واحد، منهم ابن تيميه في الفتاوى (١١/ ٤٨٦)، وابن بطة في الشرح والإبانة (٢/ ٥٤٧)، والأشعري في رسالته لأهل الثغر (٢٩٨) وانظر شرح اعتقاد أهل السنه للالكائي (١/ ١٥٨) وغيرهم من أهل العلم. وأما أدلة إثبات الحوض فكثيرة فمن الكتاب قوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} انظر كلام ابن كثير حول تفسير السورة ٨/ ٣٨٧٣ أما في في السنة فكثيرة فمنها: ما خرجاه في «الصحيحين» من حديث عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنا فرطكم على الحوض كما عند البخاري في: ك: الرقاق، ب: في الحوض حديث رقم (٦٥٧٥)، ومسلم: ك: الطهارة، ب: «استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء» حديث رقم (٢٤٧) قال الإمام القرطبي: إن الله خص محمداً صلى الله عليه وسلم بالحوض، ووردت في ذلك الأحاديث الصحيحة الشهيرة التي يحصل بمجموعها العلم القطعي؛ إذ روى ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة ما نيف على الثلاثين، منهم في الصحيحين ما ينيف عن العشرين، وفي غيرهما بقية ذلك مما صح نقله واشتهرت رواياته، ثم رواه عن الصحابة المذكورين من التابعين أمثالهم، ومن بعدهم أضعاف أضعافهم وهلم جرا، وأجمع على إثباته السلف، وأهل السنة من الخلف، وأنكرته طائفة من المبتدعة، وأحالوه على ظاهره، وغلوا في تأويله من غير استحالة عقليه ولا عادية، وفارقوا مذهب أئمة الخلف انظر فتح الباري ١١/ ٤٦٧، وانظر للمزيد في مسألة الحوض الشريعة للآجري ٣/ ١٢٥٤ - ١٢٦٩ والسنة لا بن عاصم ص ٣٠٤ - ٣١٦ وشرح أصول اعتقاد أهل السنة ٣/ ١١١٦ - ١١٢٦.