للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يصلي (١) خلف الحجاج (٢).


(١) ونص الخبر: عن سالم قال: كتب عبدالملك إلى الحجاج؛ ألا يخالف ابن عمر في الحج، فجاء ابن عمر - رضي الله عنهما - وأنا معه، يوم عرفة، حين زالت الشمس، فصاح عند سُرادق الحجاج. فخرج وعليه ملحفة معصفرة، فقال: مالك يا أبا عبدالرحمن؟ فقال: الرواح إن كنت تريد السنة، قال: هذه الساعة؟ قال: نعم، قال: فانظرني حتى افيض على رأسي ثم أخرج، فنزل حتى خرج الحجاج، فسار بيني وبين أبي، فقلت: إن كنت تريد السنة فاقصر الخطبة وعجل الوقوف، فجعل ينظر إلى عبدالله، فلما رأى ذلك عبدالله: قال: صدق " أخرجه البخاري ك: الحج، ب: التهجير بالرواح يوم عرفة حديث رقم (١٦٦٠ - ١٦٦٢ - ١٦٦٣) والشاهد من الخبر "أن ابن عمر صلى خلف الحجاج؛ لأن الحجاج هو الخطيب وهذا يقتضي أن يكون هو الإمام". كما ثبت أن الصحابة كانوا يصلون خلف من أظهر فسقه حيث ثبت عن ابن مسعود وغيره من الصحابة أنهم كانوا يصلون خلف الوليد بن عقبة، وهذه من مسائل الإجماع عند أهل السنة. انظر مجموع الفتاوى ٣/ ٢٨١ وأبو القاسم الأصبهاني في الحجة ١/ ٢٥٢ - ٢٥٣، والهكاري في اعتقاد أهل السنة والجماعة ص ٤٠ ومستندهم في الصلاة قوله صلى الله عليه وسلم: " يصلون لكم، فإن أصابوا فلكم ولهم، وان أخطأوا فلكم وعليهم " أخرجه البخاري في كتاب الآذان، باب إذا لم يتم الإمام أتم من خلفه حديث ٦٦٢، وذكر بعده الحافظ في الفتح أن في هذا الحديث دليلاً على جواز الصلاة خلف البر والفاجر، انظر الفتح ٢/ ٤١٨.
(٢) الحجاج: هو الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود الثقفي، أبو محمد، أمير العراق. ولد سنة أربعين أو إحدى وأربعين ونشأ بالطائف. ولي إمرة الحجاز، ثم ولي العراق عشرين سنة. حاصر ابن الزبير في الكعبة ورماها بالمنجنيق وأذل أهل الحرمين. وقال الذهبي: «كان ظلومًا جبارًا ناصبيًّا خبيثًا سفاكًا للدماء، وكان ذا شجاعة وإقدام، ومكر ودهاء وفصاحة وبلاغة وتعظيم للقرآن … وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه، وأمره إلى الله، وله توحيد في الجملة». قال أبو نعيم وجماعة: «توفي ليلة سبع وعشرين في رمضان سنة خمس وتسعين». انظر: «تاريخ دمشق» (١٣/ ٨١) و «تاريخ الإسلام» (٦/ ٣١٤)، و «سير أعلام النبلاء» (٤/ ٣٤٣)، و «تهذيب التهذيب» (٢/ ٢١٠).

<<  <   >  >>