= في رؤيا النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفيه أنه -صلى الله عليه وسلم- أتى على روضة وفيها رجل طويل وحوله ولدان، فالرجل إبراهيم الخليل -عليه السلام- وأما الولدان الذين حوله فكلُّ مولود مات على الفطرة. قال سمرة: فقال بعض المسلمين: يا رسول الله وأولاد المشركين؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: «وأولاد المشركين» انظر في ص حيحه. ك: الجنائز، ب: كلام الميت على الجنازة (١٣٨٦)، ك: التعبير، ب: تعبير الرؤيا بعد صلاة الفجر (٧٠٤٧)، لذا قال الإمام الشوكاني إن مسألة أطفال الكفار باعتبار أمر الآخرة من المعارك الشديدة لاختلاف الأحاديث فيها ولها ذيول مطولة)) انظر نيل الأوطار ٧/ ٢٣٧. فذهب العلماء في هذه المسألة مذاهب شتى: القول الأول: أن أولاد المشركين في الجنة، وهذا قول الإمام البخاري وابن الجوزي والنووي والقرطبي وابن حزم بل ونسبه إلى جمهور الناس والسبكي والسخاوي. انظر فتح الباري ٣/ ٢٤٦ والتذكرة ٢/ ٣٢٣ والأجوبة المرضية ٢/ ٤٨٤ والدرء ٨/ ٤٣٥ وشرح مسلم للنووي ١٦/ ٤٨٤. واستدل هؤلاء بالحديث السابق وبقوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} والمولود لا يتوجه عليه التكليف ولا يلزمه قول الرسول حتى يبلغ، وأحاديث أخرى ليس هذا موطن سردها. ولكن يشكل على هذا القول، حديث " الله أعلم بما كانوا عاملين" وحديث " أن الغلام الذي قتله الخضر طبع كافراً ولو عاش لأرهق والديه طغياناً وكفراً، وهو عند مسلم في كتاب القدر باب: معنى كل مولود يولد على الفطرة حديث ٢٦٦١. القول الثاني: أن أولاد المشركين خدم أهل الجنة، وقد عزاه الخطابي إلى بعض أهل التفسير لقوله صلى الله عليه وسلم: (أطفال المشركين خدم أهل الجنة) =