للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن يُرى المعدوم، فلما كان الله عز وجل موجوداً ثابتاً كان غير مستحيل أن يرينا نفسه عز وجل. وإنما أراد مَنْ نفى رؤية الله عز وجل بالأبصار التعطيل، فلما لم يمكنهم أن يُظهروا التعطيل صراحاً أظهروا ما يؤول بهم إلى التعطيل والجحود، تعالى عن ذلك علوًا كبيرًا.

١٧ - دليل آخر: ومما يدل على رؤية الله سبحانه بالأبصار: أن الله عز وجل يرى الأشياء (١)، وإذا كان للأشياء رائيًا [فلا يرى الأشياء من لا يرى نفسه] (٢). وإذا كان لنفسه رائيًا فجائز أن يرينا نفسه. وذلك أن من لا يعلم نفسه لا يعلم شيئاً، فلما كان الله عز وجل عالماً بالأشياء كان عالماً بنفسه، فكذلك (٣) من لا يرى نفسه لا يرى الأشياء. فلما (٤) كان الله عز وجل


(١) هذا دليلٌ عقلي ومعناه أنه إذا كان يرى الأشياء فيجوز في العقل أن الأشياء تراه لأن له وجود وكل موجود يجوز أن يُرى فعلاً، فدليله عقلي فيجوز أن يُرى بدليل العقل.
(٢) ما بين القوسين زيادة من ب، د، و
(٣) في ب، فلذلك
(٤) في جـ، ولما

<<  <   >  >>