للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنما [يكوّنه] (١) فيكون: قيل: الظاهر أن يقول له، ولا يجوز أن يكون قول الله للأشياء كلها كوني هو الأشياء، لأن هذا يوجب أن تكون الأشياء كلها كلام الله عز وجل، ومن قال ذلك أعظم الفرية، لأنه يلزمه أن يكون كل شيء في العالم من إنسان وفرس وحمار وغير ذلك كلام [الله] (٢)، وفي هذا ما فيه. فلما استحال ذلك صح أن قول الله للأشياء كون (٣) غيرها، وإذا كان غير مخلوق فقد خرج كلام الله عز وجل عن أن يكون مخلوقًا.

٦ - ويلزم من يثبت [أن] (٤) كلام الله مخلوقًا أن يثبت أن الله غير متكلم (٥) ولا قائل، وذلك فاسد. كما يفسد أن يكون علم الله مخلوقًا وأن يكون الملك (٦) غير عالم.


(١) ما بين القوسين التصحيح من جميع النسخ وفي النسخة المعتمدة «أ» يكون وما أثبته صح.
(٢) ما بين القوسين زيادة من جميع النُسخ.
(٣) في ب. د. هـ. و. كوني.
(٤) ما بين القوسين زيادة مني لبيان المعنى.
(٥) ويقصد أن من قال كلام الله مخلوق يلزمه أن الله سبحانه قبل أن يخلق كلامه كان غير متكلم، وقبل أن يخلق قوله كان غير قائل، وهذا محال في حق الله - سبحانه وتعالى - فثبت بمثل هذا الدليل العقلي وقبله الأدلة النقلية أن كلام الله غير مخلوق، وهذا من الحجج العقلية القوية.
(٦) في باقي النسخ. الله.

<<  <   >  >>