٧ - فلما كان الله عزّ وجل لم يزل عالماً، إذ لم يجز أن يكون لم يزل بخلاف العلم موصوفاً، استحال أن يكون لم يزل بخلاف الكلام موصوفاً، لأن خلاف الكلام الذي لا يكونُ معه كلام سكوت (١)
(١) قوله - رحمه الله -: " إن ضد عدم الكلام سكوت أو آفة لا يقر عليه بإطلاق، فإن كان مقصده من نفي السكوت السكوت الدائم الأبدي فهذا هو الحق الموافق لقول أهل السنة والجماعة، ولعل هذا هو مقصده، وإن كان قصده نفي صفة السكوت فهذا مخالف للحق؛ لأن صفة السكوت صفة ثابتة لله من صفاته الفعلية الاختيارية المتعلقة بمشيئته؛ لأنه سبحانه إن شاء تكلم، وإن شاء لم يتكلم، وقد دل على ثبوت هذه الصفة لله السنة والإجماع. والسكوت يأتي بمعنى عدم الكلام، ويأتي بمعنى عدم الجهر، وإظهار الكلام. والسكوت الذي يوصف به الله - عز وجل - هو عدم الكلام، وليس الكلام بصوت لا يُسمع جل الله وعلا وعز عن ذلك، فهو سبحانه تكَلمَ حين شاء ويتكلم حين يشاء ويسكت عن الكلام حين يشاء، وسكت حين شاء وليس المقصود بالسكوت أن الله يتكلم بلا صوت حين يشاء وجميع الأحاديث التي ثبتت بها صفة السكوت تعني ترك الكلام كما في حديث: أرأيت سكوتك. بين التكبير والقراءة فما تقول فيه يا رسول الله؟ فقال: صلى الله عليه وسلم: "إني أقول … " الحديث بنصه أخرجه البخاري في ك: الأذان ب: ما يقول بعد التكبير حديث رقم: (٧٤٤)، ومسلم في ك: المساجد ومواضع الصلاة ب: ما يقول بين تكبيرة الإحرام والقراءة حديث رقم: (٥٩٨)، وقد نقل شيخ الإسلام الإجماع على ذلك، حيث قال: ثبت في السنة والإجماع أن الله يوصف بالسكوت، انظر: مجموع الفتاوى ٦/ ١٧٩، وقال - رحمه الله -: ما زال الأئمة والفقهاء منذ القرون الأولى يقولون: هذا تكلم به =