في غالب الأصول وفي عامة الأبواب والمسائل عبثت بها الأيدي الآثمة التي اخترعها الكوثري وتَلَقَّفَهَا عنه محبوه بلا أدنى تثبت، أم إن الدافع الحقيقي نقد الإبانة والمقالات وردهما؛ لأنهما من كتب الإثبات؟ وما فيهما من الإثبات وخاصة الإبانة يناقض ما عليه متأخروا الأشاعرة، ولذا يحاول بعضهم عبثاً، وهم قلة ـ ولله الحمد ـ الطعن بصحة ما في هذه الكتب ونفيها عن الإمام الأشعري، وتأويل ما يستطيعون تأويله، لأن ما فيها كما ذكرت يناقض ما هم عليه من معتقدات مخالفة لمعتقد إمامهم رحمه الله، لأن ما أثبته في الإبانة موافق لما عليه أهل السنة وما عليه متأخري الأشاعرة من التجهم والاعتزال الشيء الكثير.
والخلاصة، أن عدم إيراد ابن فورك لكتاب الإبانة ليس مسوغ لنفي الكتاب، خاصة وقد ظهر بالأدلة أن ابن فورك لم يستقص كتب الأشعري، وما كان الاستقصاء هدفه، ولو كان هدفه الاستقصاء لكان عدم ذكره لكتاب الإبانة لا يعدوا أن يكون سهوًا أو خطأً، لا أنه دليل على عدم تأليف الإمام الأشعري له خاصة، وابن فورك لم يورده ولم ينفه.