على الصحابة رضوان الله عليهم. كما أن من الفروق عند ورود لفظ الجلالة نجد في بعض النسخ لفظ (تعالى) وبعضهم (عز وجل)، أمَّا الخلافات الجوهرية، أو المحيلة للمعنى فإنها من أندر النوادر، إن لم تكن معدومة إلا في موضع لا يتعدى ثلاثة أسطر، انفردت به نسخة عن باقي النسخ الست، مما يؤكد أنها زيادة من الناسخ، وذكرت الأدلة على ذلك في موضعها في الرسالة، وأما ماعدا ذلك فلا فرق يذكر، وهذا التطابق في الألفاظ يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن هذا الكتاب ألفه الإمام الأشعري، وأما دعوى المدعين، بأن أيدٍ آثمة قد عبثت به، أو أنه ليس من تصنيفه، دعوى ليس لها برهان.
الوجه الخامس: مما يؤكد صحة نسبة الكتاب للإمام الأشعري ـ رحمه الله ـ أننا نجد نفس الألفاظ والعبارات الموجودة في نسخته الخطية موجودة أيضاً فيما نقله الأئمة الأثبات عنه بحروفها وألفاظها ومعانيها، كالإمام البيهقي، والحافظ ابن عساكر، وشيخ الإسلام ابن تيمية، الذي أكثر من النقل منه، كذا تلميذه ابن القيم، وكذلك الحافظ الذهبي، سواء في كتابه العلو، أو في كتابه العرش، وما أدري هل عَبَثَتِ الأيدي الآثمة، التي يدعيها الكوثري ومن سار في فلكه في هذه الكتب والمخطوطات أيضاً؟ أم إنها دعوى كغيرها بلا دليل والله المستعان.
الوجه السادس: إن المتأمل لما كتبه الأشعري في الإبانة يجد أنه في غالبه موجود في كتبه الأخرى، كمقالات الإسلاميين، أو رسالته إلى أهل الثغر. فهل اتفاق هذه الكتب