للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٤ - وقال عز وجل: {لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ} (١).

١٥ - وليس يجوز في لسان العرب ولا [في] (٢) عادة أهل الخطاب أن يقول القائل: عملت كذا {بِيَدَيَّ} و [هو] (٣) يعني به النعمة.

١٦ - وإذا كان الله عز وجل إنما خاطب العرب بلغتها وما يجري [وتجده] (٤) مفهوماً في كلامها ومعقولاً في خطابها، وكان لا يجوز في لسان [أهل] (٥) البيان أن يقول القائل: فعلت بيدي ويعني النعمة، فبطل أن يكون [معنى] (٦) قول الله عز وجل بيدي النعمة. وذلك أنه لا يجوز أن يقول القائل: لي عليه [يدان] (٧)


(١) سورة الحاقة، جزء من آية: [٤٥].
(٢) زيادة من ب. و، وبيان التلبيس ٣٠/ ٣٨٣.
(٣) ما بين القوسين زيادة من بيان التلبيس ٣/ ٣٣٨.
(٤) ما بين القوسين زيادة من بيان التلبيس ٣/ ٣٣٨.
(٥) ما بين القوسين زيادة من ب. و.
(٦) ما بين القوسين زيادة من ب. و.
(٧) ما بين القوسين التصحيح من بيان التلبيس ٣/ ٣٣٩، وفي المخطوطات. يد. وما أثبته هو المنسجم مع كلام المؤلف لأن قول المؤلف "لا يجوز أن يقول القائل لي عليه يد بمعنى لي عليه نعمة": كلام غير مسلم به لو صدر منه؛ لأن من كلام العرب السائد والمسلم به أن قولهم: لي عليه يد أي: نعمة وقولهم: لك عليَ يد لا أنساها أي: نعمة ولا شك بأن المعنى في الآية إثبات اليد الحقيقية وعدم جواز تفسيرها بالنعمة لأدلة كثيرة منها قوله "يَدَيّ" وغيرها من الأدلة التي اعتمد عليه المؤلف؛ لأن صفة اليد -لله - ثابتة لكن من غير تكييف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه، فكلام المؤلف في هذا النص ينسجم ويتفق مع ما نقله شيخ الإسلام في التلبيس عنه لذا أثبته. لأنه لا يعقل ألا يفهم الإمام الأشعري كلام العرب وهو الضليع فيه.

<<  <   >  >>