للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=الرواية التي في مسلم حيث قال: وذكر الشمال بهذا الحديث تفرد فيه عمر بن حمزة عن سالم، وقد روى هذا الحديث نافع وعبيدالله بن مقسم عن ابن عمر، لم يذكر فيه الشمال، ورواه أبو هريرة رضي الله عنه وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يذكر فيه أحد منهم الشمال، وروى ذكر الشمال في حديث آخر في غير هذه القصة، إلا أنه ضعيف تفرد بأحدهما جعفر بن الزبير، وبالأخر يزيد الرقاشي وهما متروكان، وكيف يصح ذلك؟ وصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمى كلتا يديه يميناً، وكأن من قال ذلك أرسله من لفظه على ماوقع له، أو على عادة العرب في ذكر الشمال في مقابلة اليمين، انظر الاسماء والصفات للبيهقي (٢/ ١٤٠)، كما ذهب الإمام الألباني إلى أن رواية مسلم شاذة واستدل بأن أبا داود قال: وقال بيده الأخرى بدل بشماله، وهو الموافق لقوله صلى الله عليه وسلم وكلتا يديه يمين انظر اجابته على هذا السؤال في مجلة الأصالة، والعدد الرابع (ص ٦٨)، نقلاً عن أحاديث العقيدة (ص ٢٨١).
*القول الثاني: الجمع بين الروايات ويسلك أصحاب هذا القول مسلك أن قوله صلى الله عليه وسلم كلتا يديه يمين من باب التأدب؛ لأن اليسار في حق البشر نقص قال الأمام الدارمي: وذلك إجلالاً وتعظيمًا أن يوصف الله بالشمال، ولو لم يجز إطلاق الشمال لما أطلقها الرسول صلى الله عليه وسلم، انظر رده على المريسي (٢/ ٦٩٨). وقال الفراء: إنه يجوز إطلاق اليمين واليسار عليه تعالى، انظر إبطال التأويلات (ص ١٧٦)، بل ونص الإمام محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد (ص ١٠٧) بأن التصريح -قد جاء - بتسميتها بالشمال، ونص على ذلك أيضا صديق حسن في قطف الثمر (ص ٦٦)، وانظر كلام شيخنا عبدالله الغنيمان في شرح كتاب التوحيد (١/ ٣١١ - ٣١٩) وهذا القول هو الراجح والله أعلم.

<<  <   >  >>