للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقال لهم؛ فما أنكرتم أن من أراد السفه منا كان سفيهاً، والله سبحانه يريد سفه السفهاء، ولا ينسب إلى الله عز وجل (١) سفيه، تعالى الله عن ذلك.

١٦ - حجة أخرى (٢): ويقال لهم: السفيه منا إنما كان سفيهاً لما أراد السفه؛ لأنه نهي عن ذلك؛ ولأنه تحت شريعة من هو (٣) فوقه، ومن يحد له الحدود، ويرسم له الرسوم، فلما أتى ما نهي عنه كان سفيهاً. ورب العالمين جل ثناؤه وتقدست أسماؤه ليس تحت شريعة، ولا فوقه من يحد له الحدود، ويرسم له الرسوم، ولا فوقه مبيح ولا حاظر ولا آمر ولا زاجر. فلم يجب إذا أراد ذلك أن يكون قبيحًا أن ينسب إلى السفه سبحانه وتعالى (٤).


(١) في هـ. ب. أنه عز وجل.
(٢) في. و. مسألة.
(٣) ساقط من هـ.
(٤) فلم يجب إذا أراد أن يكون قبيحاً وأن ينسب إلى السفه سبحانه - وتعالى - حجة أوردها المؤلف وهي في غاية الدقة وكلامه هذا يوزن بالذهب، والذهب بخيس بمقابله.

<<  <   >  >>