للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢٢ - جواب (١): ويقال لهم: إذا كان من أثبت التقدير لله عز وجل قدرياً، فيلزمكم إذا زعمتم أن الله عز وجل قدر السموات والأرض وقدر الطاعات أن تكونوا قدرية. فإذا لم يلزم هذا فقد بطل قولكم [وانتقض كلامكم] (٢).

٢٣ - مسألة في الختم (٣): يقال لهم: أليس قد قال الله عز وجل: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ} (٤)، وقال


(١) وفي. و. مسألة.
(٢) ما بين القوسين زيادة من ب. جـ. هـ. و.
(٣) الختم: لغة: الطبع فهو مختوم، والختم على القلب ألا يفهم شيئاً، ولا يخرج منه شيء كأنه طُبع. وفي التنزيل العزيز {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ}، فلا تفعل شيئاً، ولا تعي شيئاً. والختم والطبع=
= في اللغة واحد، وهو التغطية على الشيء والاستيثاق من ألا يدخله شيء. انظر لسان العرب مادة "ختم" ١٢/ ١٦٣. وقد جاء في بيان معنى الختم أقوال شتى فقيل: بأنه على سبيل الجزاء بكفرهم، وصدهم الناس عن دين الله، وهذا بحق الكفار الذين سبق في علم الله أنهم لا يؤمنون. انظر: معاني القرآن للنحاس ١/ ٨٧، وتفسير البغوي ١/ ٦٥، وفتح القدير ١/ ٣٩، وتفسير القرآن لأبي المظفر السمعاني ١/ ٤٦، وأضواء البيان للشنقيطي ١/ ٥٨، وذلك عند تفسيرهم الآية (٧) من سورة البقرة. وقد ضل في فهم هذه الآية ونظائرها أقوام، فهناك من أول الآية وهم المعتزلة، وقالوا: إن الختم في الآية من باب المجاز؛ لأنهم يقولون بعدم خلق أفعال العباد. فقال الزمخشري: «لا ختم ولا تغشية ثم على الحقيقة وإنما هو من باب المجاز». انظر الكشاف للزمخشري ١٥٥ - ١٦٢ عند تفسيره الآية (٧) من سورة البقرة. وأطنب المعتزلة في تأويل هذه الآية فيما لا مجال لذكره في هذا المختصر. انظر متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار ٢/ ٥١، وتنزيه القرآن عن المطاعن ص ١٤. كما أن الجبرية فهموا أن في معنى الختم ما يسعفهم لإثبات مذهبهم الفاسد القائم على أن العباد مجبورون على أفعالهم. وقد تصدى لهم أئمة أهل السنة، انظر شفاء العليل لابن القيم حيث أفرد في الرد عليهم باباً كاملاً وهو الباب الخامس ١/ ٢٢٥ - ٢٨١. وانظر شرح أصول الاعتقاد ٤/ ٦٦٤، وانظر جامع البيان ١/ ٢١٢، ودفع إيهام الاضطراب ص ١٠، وانظر دفع إيهام التعارض عن الآيات الواردة في الإيمان بالرسل ٢/ ٣١٨ والقضاء والقدر ص ٣٤٩.
(٤) سورة البقرة، آية: [٧].

<<  <   >  >>