(٢) ساقط من. و. (٣) وأما مسألة الهدى والضلال فأهل السنة والجماعة متفقون على أن غير الله لا يقدر على جعل الهدى والضلال في قلب أحد لقوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص: ٥٦] ولقوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [البقرة: ٢٧٢]. انظر في مسألة الإجماع أصول الاعتقاد للالكائي ٣/ ٧٢٥ ودرء تعارض العقل والنقل لشيخ الإسلام ٨/ ٣٧٩ ورسالة أهل الثغر ص ٢٤٠. والحاصل أن هداية الشخص إلى الإيمان وتوفيقه إلى ما فيه خير له فهذه بيد الله لا يملكها أحد من البشر، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل لقوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا}، [يونس: ٧٩]. وهناك هداية وضلالة في الدلالة والتوجيه فهذه بيد المخلوق يوجه غيره ويدله إلى ما يراه ويعتقده لقوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٢) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [الشورى: ٥٢ - ٥٣]، والهداية قسمان: هداية البيان والإرشاد، وهذه عامة لجميع الناس مؤمنهم وكافرهم لقوله تعالى: {هُدًى لِلنَّاسِ} وهداية التوفيق والسداد، وهذه خاصة بأهل الإيمان لقوله - تعالى -: {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}. انظر شرح الرسالة التدمرية ص ٢١١، بشرح الشيخ عبدالرحمن البراك.