الإجماع ودقة نقله لهذه المسائل، بل لم أجده نقل الإجماع في مسألة ولم يصح، أو وجد له مخالف من أهل السنة. مما يدل على دقته وتحريه للنقل في مثل هذه المسائل.
٥ - استخدم الأشعري منهج الاستدلال العقلي الذي لا يتعارض مع الوحيين، بل يكون مؤيداً لهما عند جداله ومناقشته للخصوم، ولقد برزت قدرته على استخدام الدليل العقلي في الاستدلال بقوة واضحة، وقد يكون ذلك عائداً لمعرفته المسبقة بمنهج المعتزلة، وَسَبْرِه لأغوارهم، ومعرفته لمناهجهم.
٦ - وسلك في الكتاب مسلك الاعتماد على آثار الصحابة والتابعين، وحفظه للكثير من الآثار التي نقل عنهم في معرض استدلاله وإثباتاته دليل على اتباعه لهم.
٧ - كما كان منهجه في هذا الكتاب قائماً على إيراد أصول مسائل الاعتقاد، حيث أورد في كتابه مسألة رؤية الله - سبحانه وتعالى - بالإبصار في الآخرة. وهي من أهم المسائل التي خالف فيها المعتزلة والجهمية الحق- وتطرق لمسألة أن القرآن الكريم كلام الله غير مخلوق، وأطال فيها النفس، لأنها من أهم مسائل العقيدة التي خالف فيها أهل الأهواء، والتي امتحن بسببها الإمام أحمد، فأجاد - رحمه الله - وأفاد، وحشد العشرات من الأدلة للرد على خصومه في هذه المسألة، كما تطرق في كتابه لعلو الله على خلقه واستوائه