للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كبيراً. ألا ترى [أن] (١) من زعم أن العباد يعلمون ما لا يعلمه الله عز وجل، لكان قد أعطاهم من العلم ما لم يدخل في علم الله وجعلهم [لله] (٢) نظراء، فكذلك من زعم أن العباد يفعلون، ويقدرون على ما لم يقدر عليه، فقد جعل لهم من السلطان والقدرة والتمكن ما لم يجعله للرحمن، تعالى الله عن قول أهل الزور والبهتان والإفك والطغيان علواً كبيراً.

١٤ - جواب: ويقال لهم: هل فعل الكافرِ الكفر فاسد باطل متناقض؟ فإن قالوا: نعم. قيل لهم: وكيف يفعل (٣) فاسداً متناقضاً قبيحاً وهو يعتقده حسناً صحيحاً أفضل الأديان؟ وإذا لم يجز ذلك، لأن الفعل لا يكون إلا فعلاً على حقيقته لا ممن هو عليه (٤) ما هو عليه من حقيقته، كما لا يجوز أن يكون فعلاً ممن لم يعمله (٥) فعلاً، فقد وجب أن الله عز وجل هو الذي قدر الكفر وخلقه كفراً فاسداً باطلاً متناقضاً، خلافاً للحق والسداد.


(١) ما بين القوسين زيادة من ب. و.
(٢) ما بين القوسين زيادة من ب. و.
(٣) في ب. و: يفعله.
(٤) وفي ب. و. إلا ممن علمه.
(٥) في ب. و. يعلمه.

<<  <   >  >>