للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقد ضرب العلماءُ مثل الإيمان بمثلِ (١) شجرة لها أصلٌ وفروعٌ وشُعَبٌ، فاسمُ الشَّجرةِ يَشمَلُ ذلك كله، ولو زال شيءٌ من شُعَبها وفروعها، لم يزُل عنها اسمُ الشجرة، وإنَّما يُقال: هي شجرة ناقصةٌ، أو غيرُها أتمُّ منها.

وقد ضربَ الله مثلَ الإيمان بذلك في قوله تعالى: {ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} (٢).

والمراد بالكلمة كلمةُ التَّوحيد، وبأصلها التَّوحيد الثَّابت في القلوب، وأُكُلها: هو (٣) الأعمال الصالحة الناشئة منه (٤).

وضرب النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مثل المؤمن والمسلمِ بالنَّخلة (٥)، ولو زال شيءٌ من فروع النخلة، أو من ثمرها، لم يزل بذلكَ عنها اسمُ النخلة بالكلية، وإن كانت ناقصةَ الفروع أو الثَّمر.

ولم يذكر الجهاد في حديث ابن عمر هذا، مع أنَّ الجهادَ أفضلُ الأعمال،

وفي


(١) سقطت من (ص).
(٢) إبراهيم: ٢٤ - ٢٥.
(٣) سقطت من (ص).
(٤) انظر: تفسير الطبري ١٣/ ٦٣٥.
(٥) هو حديث ابن عمر قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ من الشجر شجرةً لا يسقط ورقها وأنَّها مثل المسلم فحدثوني ما هي؟» فوقع الناس في شجر البوادي، قال عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: ووقع في نفسي أنَّها النخلة فاستحيت، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ فقال: هي النخلة، قال: فذكرت ذلك لعمر، فقال: لأنْ تكون قلت هي النخلة أحب إليّ من كذا وكذا.
أخرجه: الحميدي (٦٧٦) و (٦٧٧)، وأحمد ٢/ ١٢ و ٣١ و ٦١ و ١١٥ و ١٥٧، والبخاري ١/ ٢٣ (٦١) و ١/ ٢٤ (٦٢) و ١/ ٢٨ (٧٢) و ١/ ٤٤ (١٣١) و ٣/ ١٠٣ =
= … (٢٢٠٩) و ٦/ ٩٩ (٤٦٩٨) و ٧/ ١٠٤ (٥٤٤٨) و ٨/ ٣٦ (٦١٢٢) و ٨/ ٤٢
(٦١٤٤)، ومسلم ٨/ ١٣٧ (٢٨١١) (٦٣) و (٦٤) واللفظ له، والنسائي في
" الكبرى " (١١٢٦١) من طرق عن ابن عمر، به. والروايات مطولة ومختصرة.

<<  <   >  >>