للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال أبو عبد الله الناجي (١) الزاهد رحمه الله: خمسُ خصال بها تمامُ العمل: الإيمان بمعرفة الله - عز وجل - (٢)، ومعرفةُ الحقِّ، وإخلاصُ العمل للهِ، والعمل على السُّنَّةِ، وأكلُ الحلالِ، فإن فُقدَتْ واحدةٌ، لم يرتفع العملُ، وذلك أنَّك إذا عرَفت الله - عز وجل -، ولم تَعرف الحقَّ، لم تنتفع، وإذا عرفتَ الحقَّ، ولم تَعْرِفِ الله، لم تنتفع، وإنْ عرفتَ الله، وعرفت الحقَّ، ولم تُخْلِصِ العمل، لم تنتفع، وإنْ عرفت الله، وعرفت الحقَّ (٣)، وأخلصت العمل، ولم يكن على السُّنة، لم تنتفع، وإنْ تمَّتِ الأربع، ولم يكن الأكلُ من حلال لم تنتفع (٤).

وقال وُهيب بن الورد (٥): لو قمتَ مقام هذه السارية لم ينفعك شيء حتى تنظر ما يدخل بطنك حلال أو حرام (٦).

وأما الصدقة بالمال الحرام، فغيرُ مقبولةٍ كما في " صحيح مسلم " (٧) عن ابن عمر، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: «لا يقبلُ الله صلاةً بغير طهورٍ، ولا صدقةً من غلولٍ».

وفي " الصحيحين " عن أبي هريرة، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال (٨): «ما تصدَّق أحدٌ بصدقة من كسب طيب -ولا يقبل الله إلا الطَّيِّبَ- إلا أخذها الرحمان بيمينه» (٩)،


(١) وهو: سعيد بن بريد الزاهد. انظر: الجرح والتعديل ٤/ ٨ (٢٦).
(٢) في (ص): «الإيمان بالله - عز وجل -».
(٣) من قوله: «لم تنتفع، وإذا عرفت … » إلى هنا سقط من (ص).
(٤) أخرجه: أبو نعيم في " الحلية " ٩/ ٣١٠.
(٥) وهو ابن أبي الورد القرشي، أبو عثمان، ويقال: أبو أمية المكي، مولى بني مخزوم، أخو
عبد الجبار بن الورد، واسمه عبد الوهاب، ووهيب لقب غلب عليه. انظر: تهذيب الكمال ٧/ ٥٠٥ (٧٣٦٦).
(٦) أخرجه: أبو نعيم في " الحلية " ٨/ ١٥٤.
(٧) الصحيح ١/ ١٤٠ (٢٢٤).
وأخرجه: الطيالسي (١٨٧٤)، وأحمد ٢/ ١٩ و ٢٠ و ٣٩ و ٥١ و ٥٧ و ٧٣، وابن ماجه
(٢٧٢)، والترمذي (١)، وابن الجارود (٦٥)، وابن خزيمة (٨)، والطحاوي في "شرح المشكل" (٣٢٩٩)، وابن حبان (٣٣٦٦)، والبيهقي ٤/ ١٩١ من طرق عن ابن عمر، به.
(٨) من قوله: «لا يقبل الله صلاة … » إلى هنا سقط من (ص).
(٩) أخرجه: الحميدي (١١٥٤)، وأحمد ٢/ ٥٣٨، والدارمي (١٦٨٢)، والبخاري ٩/ ١٥٤ (٧٤٣٠)، ومسلم ٣/ ٨٥ (١٠١٤) (٦٤) والنسائي ٥/ ٥٧ وفي " الكبرى "، له (٢٣٠٤) و (٧٧٣٤) و (٧٧٣٥) و (٧٧٥٩) وفي " التفسير "، له (٤١٩)، وابن خزيمة (٢٤٢٥) و (٢٤٢٦) و (٢٤٢٧)، وابن حبان (٣٣١٦) و (٣٣١٩)، والبغوي (١٦٣١) من طرق عن أبي هريرة، به.

<<  <   >  >>