للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وخرَّج الترمذي (١) من حديث الإفريقي، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الله ابن عمرٍو، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: «التسبيحُ نصفُ الميزان، والحمدُ لله تملؤه، ولا إله إلاَّ الله ليس لها دونَ اللهِ حجابٌ حتَّى تصلَ إليه»، وقال: ليس إسناده بالقوي (٢).

قلت: اختلف في إسناده على الإفريقي، فروي عنه، عن أبي علقمة، عن أبي هريرة، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وفيه زيادة: «والله أكبر ملء السماوات والأرض» (٣).

روى جعفر الفريابي في كتاب " الذكر " وغيره من حديث عليٍّ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «الحمد لله ملء الميزان، وسبحان الله نصف الميزان، ولا إله إلا الله والله أكبر ملء السماوات والأرض وما بينهن».

وخرَّج الفريابي أيضاً من حديث معاذ بن جبل، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «كلمتان إحداهما مَنْ قالها لم يكن لها ناهية دونَ العرش، والأخرى تملأ ما بين السماء … والأرض: لا إله إلا الله والله أكبر» (٤).

فقد تضمنت هذه الأحاديثُ فضلَ هذه الكلمات الأربع التي هي أفضلُ الكلام، وهي: سبحانَ الله، والحمدُ لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.

فأما الحمدُ لله، فاتفقت الأحاديثُ كلُّها على أنَّه يملأ الميزانَ، وقد قيل: إنَّه ضربُ مثل، وأنَّ المعنى: لو كان الحمدُ جسماً لملأ الميزان، وقيل: بل الله - عز وجل - يُمثِّلُ أعمالَ بني آدم وأقوالهم صُوَراً تُرى يومَ القيامة وتوزَنُ، كما قال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «يأتي القرآنُ يومَ القيامة تقْدُمُه البقرةُ وآلُ عمران كأنَّهما غمامتان أو غَيَايتانِ (٥) أو فِرقان (٦) من طيرٍ صَوَّاف» (٧).


(١) في " جامعه " (٣٥١٨).
(٢) فيه عبد الرحمان بن زياد بن أنعم الإفريقي ضعيف، انظر: الجرح والتعديل ٥/ ٢٩٠
(١١١١).
(٣) أخرجه: إسحاق بن راهويه (٣٤٠)، وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.
(٤) أخرجه: الطبراني في " الكبير " ٢٠/ (٣٣٤).
(٥) كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه كالسحابة وغيرها. انظر: النهاية ٣/ ٤٠٣.
(٦) أي: قطعتان. انظر: النهاية ٣/ ٤٤٠.
(٧) أخرجه: أحمد ٤/ ١٨٣، والبخاري في " التاريخ الكبير " ٨/ ٣٩ (٢٥١٢)، ومسلم ٢/ ١٩٧ (٨٠٥) (٢٥٣)، والترمذي (٢٨٨٣)، والطبراني في " مسند الشاميين "
(١٤١٨)، وأبو نعيم في " المسند المستخرج " (١٨٢٦)، والبيهقي في " شعب الإيمان "
(٢٣٧٣) من حديث النواس بن سمعان، به.

<<  <   >  >>