للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حين أُنْزِل عليه: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} (١): «يا معشرَ قريشٍ، اشترُوا أنفسَكُم مِنَ اللهِ،

لا أُغني عنكُم من الله شيئاً، يا بني عبد المطلب، لا أغني عنكم مِنَ اللهِ شيئاً»، وفي روايةٍ للبخاري: «يا بني عبدِ مناف، اشترُوا أنفسَكُم من اللهِ، يا بني عبد المطلب، اشتروا أنفسكم من الله، يا عمَّة رسولِ الله، يا فاطمة بنت محمد، اشتريا أنفسكما مِنَ اللهِ، لا أملِكُ لكُما من الله شيئاً».

وفي روايةٍ لمسلم أنَّه دعا قريشاً، فاجتمعوا، فعمَّ وخصَّ، فقال: «يا بني كعب بن لؤي أنقِذُوا أنفسكم من النار، يا بني مرَّة بن كعب أنقِذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئاً».

وخرَّج الطبراني (٢) والخرائطي من حديث ابن عباس مرفوعاً: «مَنْ قال إذا أصبح: سبحان الله وبحمده ألفَ مرَّة، فقد اشترى نفسه مِنَ الله تعالى، وكان من آخر يومه عتيقاً مِنَ النَّار».

وقد اشترى جماعةٌ من السَّلف أنفسَهم من الله - عز وجل - بأموالهم، فمنهم من تصدَّق بماله كحبيب أبي محمد (٣)، ومنهم مَنْ تصدَّق بوزنه فضة ثلاثَ مرَّاتٍ أو أربعاً، كخالد الطحَّان (٤).

ومنهم من كان يجتهد في الأعمال الصالحة ويقول: إنَّما أنا أسيرٌ أسعى في

فكاك رقبتي، منهم عمرو بنُ عُتبة (٥)، وكان بعضُهم يسبِّحُ كلَّ يوم اثني عشر ألفَ تسبيحة بقدر دِيَتِه، كأنَّه قد قتل نفسه، فهو يَفْتَكُّها بديتها (٦).


(١) الشعراء: ٢١٤.
(٢) في " الأوسط " (٣٩٨٢)، وقال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ١٠/ ١١٦ - ١١٧: «فيه من لم أعرفه».
(٣) أخرجه: أبو نعيم في " حلية الأولياء " ٦/ ١٤٩.
(٤) ذكره الذهبي في " سير أعلام النبلاء " ٨/ ٢٧٨.
(٥) أخرجه: المزي في " تهذيب الكمال " ٥/ ٤٤٠.
(٦) ذكره الذهبي في " سير أعلام النبلاء " ٢/ ٦١٠.

<<  <   >  >>