للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

النوع الأول: عملُ الحسنات، فتضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف إلى أضعاف كثيرةٍ، فمُضاعفة الحسنة بعشر أمثالها لازمٌ لكلِّ الحسنات، وقد دلَّ عليه قوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} (١).

وأما زيادةُ المضاعفةِ على العشر لمن شاء الله أن يُضاعف له، فدلَّ عليه قوله تعالى:

{مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (٢)، فدلَّت هذه الآيةُ على أنّ النَّفقة في سبيل الله تُضاعف بسبع مئة ضعف.

وفي " صحيح مسلم " (٣) عن أبي مسعود، قال: جاء رجلٌ بناقةٍ مخطومةٍ، فقال: يا رسول الله، هذه في سبيل الله، فقال: «لك بها يوم القيامة سبع مئة

ناقة».

وفي " المسند " (٤) بإسنادٍ فيه نظر عن أبي عُبيدة بن الجرّاح، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: «من أنفق نفقةً فاضلةً في سبيل الله فبسبع مئةٍ، ومن أنفق على نفسه وأهله، أو عادَ مريضاً، أو مازَ أذى، فالحسنةُ بعشرِ أمثالها».

وخرَّج أبو داود (٥) من حديث سهل بنِ معاذٍ عن أبيه، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: «إنَّ الصَّلاة، والصِّيام، والذِّكرَ يُضاعف على النَّفقة في سبيل الله بسبع مئة ضعف».

وروى ابنُ أبي حاتم (٦) بإسناده عن الحسن، عن عمران بنِ حُصين عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: «من أرسل نفقةً في سبيلِ الله، وأقام في بيته، فله بكلِّ درهم سبع مئة درهم، ومن غزا بنفسه في سبيل الله، فلهُ بكلِّ درهم سبع مئة ألف درهم» ثم تلا هذه الآية: {واللهُ يُضاعِفُ لِمَن يَشاءُ} (٧).

وخرَّج ابن حبان في " صحيحه " (٨) من حديث عيسى بن المسيب، عن نافع، عن


(١) الأنعام: ١٦٠.
(٢) البقرة: ٢٦١.
(٣) ٦/ ٤١ (١٨٩٢) (١٣٢).
(٤) مسند الإمام أحمد ١/ ١٩٥ - ١٩٦، والنظر الذي أشار إليه المصنف أنَّ في إسناده بشار بن أبي سيف، وهو مقبول عند المتابعة ولم يتابع.
(٥) في " سننه " (٢٤٩٨)، وهو حديث ضعيف لضعف زبان بن فائد.
(٦) في " تفسيره " ٢/ ٥١٥ (٢٧٣٠) وقال ابن كثير في " تفسيره " ١/ ٣٢٦،: «حديث غريب».
(٧) البقرة: ٢٦١.
(٨) (٤٦٤٨).

<<  <   >  >>