للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

العمل الذي يُبلغني حُبَّك، اللهمَّ اجعلْ حُبَّكَ أحبَّ إليَّ من نفسي وأهلي ومن الماء البارد (١).

وقال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «أتاني ربي - عز وجل - يعني: في المنام - فقال لي: يا محمد قُل: اللهمَّ إني أسألك حبَّك، وحُبَّ من يُحبُّك، والعمل الذي يُبلِّغُني حُبَّك» (٢).

وكان من دعائه - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم ارزقني حبَّك وحبَّ من ينفعني حبُّه عندكَ، اللهمَّ ما رزقتني مما أحِبُّ فاجعله قوَّةً لي فيما تُحِبُّ، اللهمَّ ما زَويتَ عني مما أحبُّ فاجعله فراغاً لي فيما تُحِبُّ» (٣).

ورُوي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنَّه كان يدعو: «اللهمَّ اجعل حُبَّك أحبَّ

الأشياءِ إليَّ، وخشيتَك أخوف الأشياء عندي، واقطع عنِّي حاجاتِ الدُّنيا بالشَّوق إلى لقائك، وإذا أقررتَ أعيُنَ أهل الدُّنيا من دنياهم، فأقرِرْ عيني من عبادتك» (٤).

فأهلُ هذه الدرجة مِنَ المقرَّبين ليس لهم همٌّ إلاَّ فيما يُقرِّبُهم ممن يُحبهم

ويحبونه، قال بعضُ السلف: العمل على المخافة قد يُغيِّرُه الرجاءُ، والعملُ على المحبة لا يَدخله الفتورُ، ومن كلامِ بعضهم: إذا سئم البطَّالون من بطالتهم، فلن يسأم محبُّوكَ من مناجاتك وذكرك (٥).


(١) أخرجه: الترمذي (٣٤٩٠)، والحاكم ٢/ ٤٣٣ من حديث أبي الدرداء مرفوعاً، به، وقال الترمذي: «حسن غريب»، وهو من تساهله؛ فالحديث ضعيف لجهالة أحد رواته.
وأخرجه: أحمد في " الزهد " (٣٧٤) بنحوه عن أبي عبد الله الجدلي موقوفاً، به.
(٢) أخرجه: أحمد ٥/ ٢٤٣، والترمذي (٣٢٣٥) وفي " العلل "، له (٣٩٧)، وابن خزيمة في "التوحيد": ٢١٨ - ٢١٩، والطبراني في "الكبير" ٢٠/ (٢١٦) عن معاذ بن جبل، به.
وهو جزء من حديث طويل، قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح. سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث: فقال: هذا حديث حسن صحيح». …
(٣) أخرجه: ابن المبارك في " الزهد " (٤٣٠)، والترمذي (٣٤٩١)، وابن الأثير في " أسد الغابة " ٣/ ٤١٦ من حديث عبد الله بن يزيد الخطمي الأنصاري، به مرفوعاً، وقال الترمذي: «حسن غريب».
(٤) أخرجه: أبو نعيم في " الحلية " ٨/ ٢٨٢ من طريق أبي بكر بن أبي مريم، عن الهيثم بن مالك الطائي، مرسلاً، وهو ضعيف لضعف أبي بكر بن أبي مريم ولإرساله.
(٥) سقطت من (ص).

<<  <   >  >>