للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ} (٤٠).

فقد تعددت فيه الأقوال فقال بعضهم التقدير لم يرها ولم يكد.

نفى الرؤية ثمَّ أثبتها وإن لم تكن على بابها فلا حاجة إلى تقدير الفعل الأوَّل. وقال الآخرون إنَّه رآها بعد اليأس من ذلك وهذا أشبه بالمعنى واللفظ. (٤١)

[كاد إثباتها نفي ونفيها إثبات]

كاد إثباتها نفي ونفيها إثبات فإذا قيل كاد يفعل فمعناه أنه لم يفعل وإذا قيل لم يكد يفعل فمعناه أنه فعله دليل الأول، قوله تعالى: {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً}. (٤٢)

- مثال: - كادت النفس أن تفيض عليه

ودليل الثاني قوله تعالى: {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ} (٤٣) وقد اشتهر ذلك حتى جعله المعري لغزاً، فقال: (٤٤)

أنحوي هذا العصر ما هي لفظة ... جرت في لساني جرهم وثمود

إذا استعملت في صورة الجحد أثبتت ... وإن أثبتت قامت مقام جحود

[كاد نفيها نفي وإثباتها إثبات]

الصواب أن حكمها حكم سائر الأفعال في أن نفيها نفي وإثباتها إثبات.


(٤٠) سورة النور، الآية ٤٠
(٤١) اللباب علل البناء والإعراب ج ٢ص٢٤، ٢٥
(٤٢) سورة الإسراء، الآية ٧٣
(٤٣) سورة البقرة، الآية ٧١
(٤٤) مغني اللبيب ... ج ١ ص ٨٦٨

<<  <   >  >>