للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

و (ترفع كان المبتدأ) أي تجدد له رفعاً غير الأول الذي عامله معنوي وهو الابتداء. وتسميته مبتدأ باعتبار حاله قبل دخول الناسخ. فإن منه ما لا تدخل عليه كلازم التصدير إلا ضمير الشأن، ولازم الحذف كالمخبر عنه بنعت مقطوع، وما لا يتصرف بأن يلزم الابتداء.

(ويسمى المبتدأ اسماً لها) تسمية المرفوع اسمها والمنصوب خبرها تسمية اصطلاحية خالية عن المناسبة؛ لأن زيداً في كان زيد قائماً، اسم للذات لا لكان والأفعال لا يخبر عنها إلا أن يقال الإضافة لأدنى ملابسة، والمعنى اسم مدلول مدخولها وخبرها أي الخبر عنه وقد يسمى المرفوع فاعلاً والمنصوب مفعولاً مجازاً. (١٩٢)

وتدلّ كان على الاستمرار والثبوت، نحو: إنّ الله كان عليكم رقيباً.

(كان) أمّ الأفعال الناسخة

وسبب اختيار كان لأن تكون أماً للأفعال الناسخة، خمسة أوجه (١٩٣)

أ - سعة أقسامها.

ب - أنَّ (كان) التامَّة دالة على الكون، وكلُّ شيء داخل تحت الكون.

ج - أنَّ (كان) دالَّة على مطلق الزمان الماضي، و (يكون) دالَّة

على مطلق الزمان المستقبل. بخلاف غيرها، فإنَّها تدل على

زمان مخصوص: كالصباح والمساء.

د - أنَّها أكثر في الكلام، ولهذا حذفوا منها النون إذا كانت ناقصة.

هـ - أنَّ بقيَّة أخواتها تصلح أن تقع أخباراً لها.

مثال: كان زيد أصبح منطلقاً، ولا يحسنُ: أصبح زيدً كان منطلقاً. (١٩٤)


(١٩٢) حاشية الصبان على شرح الأشمونى لألفية ابن مالك محمد بن علي الصبان، ج١ ص ٤٥٧
(١٩٣) اللباب علل البناء والإعراب ج ١ ص ١٦٥
(١٩٤) السابق ... ج ١ ص١٦٦

<<  <   >  >>