للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأفعال المتصرفة من هذه الأفعال منها ما يأتي تصريفه للمضارع. ومنها ما يأتي للأمر، والمصدر، واسم الفاعل.

فالمضارع: مثل قوله تعالى: {قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ

يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً}. (٥٣)

والأمر: مثل قوله تعالى: {قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً}. (٥٤)

والمصدر: مثل قول الشاعر:

ببذل وحلم ساد في قومه الفتى ... وكونك إياه عليك يسير (٥٥)

واسم الفاعل: مثل:

وَمَا كُلُّ مَنْ يُبْدِى البْشَاشَةَ كَائِناً أَخَاكَ (٥٦)

ومثل: قول الشاعر

قَضَى اللهُ يا أَسماءُ أَن لَسْتُ زائِلاً ... أُحِبُّكِ حتى يُغْمِضَ العَيْنَ مُغْمِضُ (٥٧)

ثالثاً - كان وأخواتها من حيث اللزوم والتعدي

كل فعل تام (أي: غير ناقص، أي: ليس من الأفعال الناسخة كان وأخواتها أو كاد وأخواتها) له فاعل، فعندما نقول (جاء محمد) نجد أن الفاعل هنا هو (محمد)؛ لأنه هو الذي قام بالمجيء، وفي هذه الجملة نجد الفعل قد اكتفى بالفاعل، دون الحاجة إلى مفعول به أو أكثر، وفي هذه الحالة يسمى الفعل لازمًا، أي: لزم فاعله واكتفى به ولم يتعداه لنصب مفعول به أو أكثر، أما إذا لم يكتفِ بالفاعل وتعداه فنصب مفعولاًَ به أو أكثر سمي الفعل متعديا، وقد يتعدى الفعل إلى مفعول واحد أو اثنين أو ثلاثة مفاعيل.

وبذلك فإن الأفعال الناقصة لا تنقسم إلى أفعال لازمة وأخرى متعدية.


(٥٣) سورة مريم، الآية ٢٠
(٥٤) سورة الإسراء، الآية ٥٠
(٥٥) البيت الشعري من كتاب: شرح ابن عقيل ج١ص٢٧٠، وكتاب أوضح المسالك ج١ص٢٣٩ وتفسير أبي السعود ج١ ص ٤٢
(٥٦) أوضح المسالك ج١ ص ٢٣٩
(٥٧) أوضح المسالك ... ج ١ ص ٢٤٠،لسان العرب ج١ ص ١٩٩، تاج العروس ج١ ص٤٦٩٠

<<  <   >  >>