للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن قلت فقد روي عن عثمان أنه قال: لما عرض عليه المصاحف: إن فيه لحنا ستقيمه العرب بألسنتها.

وعن عروة قال: سالت عائشة عن لحن القرآن عن قوله: (إن هذان لسحران).

وعن قوله: (والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة)

وعن قوله: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون)

فقالت يا ابن أختي , هذا عمل الكتاب , أخطأوا في الكتاب.

أخرجهما أبو عبيد , في فضائله فكيف يستقيم الاستدلال بكل ما فيه بعد هذا؟

قلت: معاذ الله كيف يظن أولا بالصحابة أنهم يلحنون في الكلام , فضلا عن القرآن وهم الفصحاء اللد؟!

فقلت: كيف يظن بهم ثانيا في القرآن الذي تلقوه من النبي صلى الله عليه وسلم كما أنزل وضبطوه وحفظوه وأتقنوه؟!

ثم كيف يظن بهم ثالثا اجتماعهم كلهم على الخطأ وكتابته؟!

ثم كيف يظن بهم رابعا عدم تنبههم ورجوعهم عنه؟!

ثم كيف يظن بعثمان أن يقرأه ولا يغيره؟!

ثم كيف يظن أن القراءات استمرت على مقتضى ذلك الخطأ , وهو مروي بالتواتر خلف عن سلف؟!

هذا مما يستحيل عقلا وشرعا وعادة.

وقد أجاب العلماء عن ذلك بأجوبة عديدة , بسطتها في كتابي (الإتقان في علوم القرآن).

وأحسن ما يقال في أثر عثمان _ رضي الله عنه _ بعد تضعيفه بالاضطراب الواقع في إسناده والانقطاع: أنه وقع في روايته تحريف , فإن ابن أشته أخرجه في

<<  <   >  >>