للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ففسر ما نوى "

فهذا تصريح منهم بالعلة.

انتهى

الثالث:

الإيماء:

كما روي أن قوما من العرب أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من أنتم؟

فقالوا نحن بنوا غيان.

فقال: بل أنتم بنو رشدان

قال ابن جني: فهل هذا إلا كقول أهل الصناعة إن الألف والنون زائدتان وإن كان صلى الله عليه وسلم لم يتفوه بذلك غير أن اشتقاقه إياه من الغي بمنزلة قولنا نحن: إن الألف والنون زائدتان "

ومن ذلك أيضا ما حكاه غير واحد: أن الفرزدق حضر مجلس ابن أبي إسحاق فقال له كيف تنشد هذا البيت:

وعينان قال الله كونا فكانتا فعولان بالألباب ما تفعل الخمر

فقال الفرزدق:

كذا أنشد فقال ابن أبي إسحاق: ما كان عليك لو قلت فعولين؟

فقال الفرزدق: لو شئت أن أسبح لسبحت ونهض فلم يعرف أحد في المجلس ما أراد

قال ابن جني: " أي لو نصب لأخبر أن الله خلقهما وأمرهما أن تفعلا ذلك وإنما أراد: هما تفعلان وكان هنا تامة غير محتاجة إلى خبر فكانه قال: وعينان قال الله: احدثا فحدثتا " انتهى

فهذا من الفرزدق إيماء إلى العلة

[الرابع: السبر والتقسيم]

بأن يذكر جميع الوجوه المحتملة ثم يسبرها أي يختبرها فيبقى ما يصلح وينفي ما عداه بطريقه

<<  <   >  >>