للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ذكر مسالك العلة]

[إحدها: الإجماع]

بأن يجمع أهل العربية على أن علة هذا الحكم كذا كإجماعهم على أن علة تقدير الحركات في المقصور التعذر وفي المنقوص الاستثقال.

الثاني:

بأن ينص العربي على العلة قال أبو عمرو: سمعت رجلا من اليمن يقول: فلان لغوب جائته كتابي فاحتقرها فقلت له: أتقول: جائته كتابي؟ قال نعم أليست بصحيفة؟

قال ابن جني:

" فهذا الأعرابي الجلف علل هذا الموضع بهذه العلة واحتج لتأنيث المذكر بما ذكره ".

قال:

وعن المبرد أنه قال: سمعت عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير يقرأ: (ولا الليل سابق النهار) فقلت له: ما تريد؟

قال: أردت (سابق النهار)

فقيل له: فهلا قلته؟

فقال: لو قلته لكان أوزن "

قال ابن جني: " ففي هذه الحكاية لنا ثلاثة أغراض مستنبطة منها:

أحدها: تصحيح قولنا إن أصل كذا وكذا.

والآخر: قولنا: إنها فعلت كذا وكذا ألا تراه إنما طلب الخفة يدل عليه قوله: لكان أوزن أي أثقل في النفس واقوى

من قولهم: هنا درهم وازن أي ثقيل له وزن.

والثالث: أنها قد تنطق بالشيء غيره في نفسها أقوى منه لإيثارها الخفة "

وقال سيبويه: " سمعنا بعضهم يدعو على غنم رجل فقال: اللهم ضبعا وذئبا

<<  <   >  >>