للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورزق الخلق مجلوب إليهم ... مقادير يقدرها الجليل

فلا ذو المال يرزقه بعقل ... ولا بالمال تنقسم العقول

وهذا المال يرزقه رجال ... مناذيل قد اختيروا فسيلوا

كما تسقى سباخ الأرض يومًا ... ويصرف عن كرائمها السيول

وأصله عند ابن أبي الدنيا مرفوعًا: إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله.

ويناسب هذا ما حُكي أن كسرى غضب على بعض مرازبته، فاستؤمر في قطع عطائه فقال: يحط عن مرتبته، ولا ينتقص من صلته؛ فإن الملوك تؤدب بالهجران, ولا تعاقب بالحرمان.

وما روي عن الفضيل في قوله تعالى: {وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [المؤمنون: ٧٢] قال: المخلوق يرزق، فإذا سخط قطع رزقه، والله تعالى يسخط ولا يقطع رزقه.

تنبيه: ما ذكر في الحديث هنا برواياته قد يعارض بما ورد في الزنا أنه يورث الفقر كما سيأتي.

وبما في النسائي وابن ماجه وأحمد وأبي يعلى وابن منيع والطبراني وغيرهم عن ثوبان مرفوعا في حديث: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه.

ورواه العسكري عن ابن عباس مرفوعا بلفظ: إن الدعاء يرد القضاء, وإن البر يزيد العمر, وإن العبد ليحرم الرزق بذنب يصيبه. ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ، وَلا يَسْتَثْنُونَ} [القلم: ١٧-١٨] .

وبما روي عن ابن مسعود رفعه: إن الرجل ليذنب الذنب فيحرم به الشيء من الرزق وقد كان هُيِّئ له، وإنه ليذنب الذنب فينسى به الباب من العلم قد كان علمه، وإنه ليذنب الذنب فيمنع به قيام الليل.

وفي لفظ: إياكم والمعاصي، فإن العبد ليذنب ... وذكره.

وبما في الحلية لأبي نعيم عن عثمان رفعه: إن الصبحة تمنع الرزق.

وبما في طبقات الأصبهانيين عن أبي هريرة رفعه: الكذب ينقص الرزق.

وبما في مسند الديلمي عن أنس رفعه: إذا ترك العبد الدعاء للوالدين؛ فإنه ينقطع عن الولد الرزق في الدنيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>