للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العسكري أيضا عن ابن عباس بلفظ: قال: قيل: يا نبي الله ما الغنى؟ قال: اليأس مما في أيدي الناس, وإياكم والطمع فإنه الفقر الحاضر.

ورواه أبو بكر بن عياش عن ابن مسعود وسئل النبي صلى الله عليه وسلم: ما الغنى؟ فقال: اليأس مما في أيدي الناس, ومن مشى منكم إلى الطمع فليمش رويدًا.

ورواه تمام في فوائده عن أبي أمامة مرفوعا: أعوذ بالله من طمع يجر إلى طبع١, ومن طمع في غير مطمع, ومن طمع حيث لا مطمع.

ورواه أحمد أيضا بهذا اللفظ عن معاذ بن جبل مرفوعًا.

ورواه الطبراني بأسانيد, رجال أحدها ثقات مع اختلاف في بعضهم عن عوف بن مالك أنه خرج إلى الناس فقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمركم أن تتعوذوا من ثلاث: من طمع حيث لا مطمع, ومن طمع يرد إلى طبع, ومن طمع إلى غير مطمع, انتهى.

وما أحسن قول إمامنا الشافعي -رضي الله عنه- حيث قال:

أمتُّ مطامعي فأرحت نفسي ... فإن النفس ما طمعت تهون

وأحييت القنوع٢ وكان ميتًا ... ففي إحيائه عرضي مصون

إذا طمع يحل بقلب عبد ... علته مهانة وعلاه هون

٨٦٠- إياكم والأشقر الأزرق؛ فإنه من تحت قرنه إلى قدمه مكر وخديعة وغدر٣.

رواه الديلمي عن ابن عمر رفعه وفي مناقب الشافعي للبيهقي أنه أمر صاحبه الربيع بن سليمان أن يشتري له عنبًا أبيض قال: فاشتريت له منه بدرهم فلما رآه استجاده قال: يا أبا محمد ممن اشتريت هذا؟ فسميت له البائع فنحى الطبق من بين يديه وقال لي: اردده عليه واشتر لي من غيره فقلت: وما شأنه؟ فقال: ألم أنهك أن تصحب أشقر أزرق؛ فإنه لا ينجب فكيف آكل من شيء يشترى لي ممن أنهى عن صحبته؟ قال الربيع: فرددته واعتذرت إليه, واشتريت له عنبًا من غيره.


١ أي: يؤدى إلى شين وعيب. النهاية.
٢ أي: الرضا.
٣ ذكره ابن الديبع في "التمييز" "٣٦٥"، وقال: ولم يسنده ولده.

<<  <  ج: ص:  >  >>