للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأيده في المقاصد بأن ابن منده جزم بأنه غيره، وقد جزم ابن عساكر بأن أبا قلابة لم يسمع من أبي مسعود أيضا.

ويستأنس له بما رواه الخرائطي في المساوئ عن أبي قلابة عن أبي المهلب، يعني: عمه، أن عبد الله بن عامر قال: يا أبا مسعود, ما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في "زعموا؟ " قال: سمعته يقول: "بئس مطية الرجل زعموا"، ورجاله موثقون فثبت اتصاله، وتأكد الجزم بأنه عن أبي مسعود.

وفي الباب عن يحيى بن هانئ عن أبيه وهو أحد المخضرمين أنه قال لابنه: هب لي من كلامك كلمتين: "زعم" و "سوف". أخرجه الخرائطي في المساوئ مضافًَا للحديث، وترجم لهما، "كراهة إكثار الرجل من قوله زعموا".

قال الخطابي: أصل هذا أن الرجل إذا أراد الظعن في حاجته والسير إلى بلد، ركب مطية وسار حتى يبلغ حاجته، فشبه النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يقدم الرجل أمام كلامه ويتوصل به إلى حاجته من قولهم "زعموا" بالمطية، وإنما يقال: "زعموا" في حديث لا سند له ولا يثبت، إنما هو شيء محكي على سبيل المبالغة، فذم النبي -صلى الله عليه وسلم- من الحديث ما هذا سبيله وأمر بالتوثيق فيما يحكيه والتثبت فيه، فلا يروي شيئًا حتى يكون معزوًّا إلى ثبت, انتهى.

ويؤيده حديث: كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع، وسيأتي.

٩٣٣- بئس البيت الحمام: ترفع فيه الأصوات، وتنكشف فيه العورات١.

رواه ابن عدي عن ابن عباس, ورواه الطبراني عن عائشة بلفظ: البيت الحمام, بيت لا يستر, وماء لا يطهر.

٩٣٤- "بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة".

رواه مسلم عن جابر بلفظ: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة، وفي رواية له عنه: إن بين الرجل ... إلخ.

ورواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وقال الترمذي: حسن صحيح، وفي الباب ما سيأتي في: من ترك الصلاة، لكن لفظ الترمذي: بين الإيمان والكفر ترك الصلاة.

ورواه أحمد والترمذي وأبو داود والنسائي وغيرهم عن بريدة بلفظ: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة, فمن تركها فقد كفر.


١ ضعيف: رقم "٢٣٤٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>