للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النسناس؟ قال: قوم يتشبهون بالناس وليسوا بناس، ورواه أبو نعيم عن ابن عباس من قوله بلفظ: ذهب الناس وبقي النسناس فقيل: وما النسناس؟ قال: الذين يتشبهون بالناس وليسوا بالناس، أي بالناس الكاملين، وفي المجالسة للدينوري عن الحسن البصري مثله بدون تفسير وزاد: لو تكاشفتم ما تدافنتم، وهو في غريب الهروي وفائق الزمخشري ونهاية ابن الأثير بدون زيادة ولا تفسير، وقال ابن الأثير: قيل: هم يأجوج ومأجوج، وقيل: خلق على صورة الناس أشبهوهم في شيء وخالفوهم في شيء, وليسوا من بني آدم.

وقيل: هم من بني آدم ومنه الحديث: أن حيًّا من عاد عصوا رسولهم فمسخهم الله نسناسًا, لكل رجل منهم يد ورجل من شق واحد, ينقزون كما ينقز١ الطير ويرعون كما ترعى البهائم, ونونها الأولى مكسورة وقد تفتح, انتهى كلام ابن الأثير. ولأحمد في الزهد عن مطرف بن عبد الله، قال: عقول الناس على قدر منازلهم وقال: هم الناس والنسناس وأناس غمسوا في دماء الناس، قال الكريمي: سمعت أبا نعيم يقول كثيرًا: يعجبني ما نقلته عائشة عن لبيد من قوله:

ذهب الذين يُعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الأجرب

لكن أبا نعيم يقول:

ذهب الناس واشتغلوا وصاروا ... خلفًا في أراذل النسناس

في أناس يعدهم من بعيد ... فإذا فتشوا فليسوا بناس

كلما جئت أبتغي النيل منهم ... بدروني قبل السؤال بياس

وبكوني حتى تمنيت أني ... منهم قد فلت رأسًا براس

وما أحسن ما قيل:

مات الذين يعاش في أكنافهم ... وبقي الذين حياتهم لا تنفع

وكذا ما قيل:

مات الذين يعيش مثلي ... بينهم ويموت كربه

وبقي الذي يقذي العيونَ ... حلاه والأسماعَ كذبه


١ ينقز: أي يقفز ويثب, النهاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>