للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٤٨٦- السلامة في العزلة.

قال القاري: ليس بحديث، وقال في المقاصد: وأسنده الديلمي معناه مسلسلًا عن أبي موسى رفعه بلفظ: سلامة الرجل في الفتنة أن يلزم بيته، وقال: كذا رويناه في مسلسلات أبي سعيد وابن الفضل وبينت حكمه في الجواهر المكللة ومعناه صحيح ثبت في عدة أحاديث، وروى الخطيب عن سعيد بن المسيب من قوله: العزلة عادة, وأفرد الخطابي في العزلة جزءًا وصح المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من ضده وقال فيه: والعزلة عند الفتنة سنة الأنبياء وعصمة الأولياء وسيرة الحكماء والألبَّاء فلا أعلم لمن عابها عذرًا, ولا أفهم لمن تجنبها فخرًا لا سيما في هذا الزمان القليل خيره الثكلى دره, فبالله نستعين من شره وريبه وضره وعيبه، ثم قال السخاوي: قلت: رحمه الله, كيف لو أدرك هذا الزمان الكثير الشر والمحن؟ ثم أنشده بعضهم فأحسن:

كل رئيس له ملال ... وكل رأس به صداع

لزمت بيتي وصنت عرضًا ... به من الذلة امتناع

أشرب مما ادخرت كأسًا ... له على راحتي شعاع

وأجتني من عقول قوم ... قد أقفرت منهم البقاع

وما أحسن قول أبي حيان أيضا:

أرحت نفسي من الإيناس بالناس ... لما غنيت عن الأكياس بالياس

وصرت في البيت وحدي لا أرى أحدًا ... بنات فكرى وكتبي هن جلاسي

وفي معناه لابن الوردي من أبيات:

ولزمت بيتي قانعًا ومطالعًا ... كتب العلوم فذاك زين الدين

ولغيرهم في هذا المعنى كثير.

١٤٨٧- السلطان ظل الله في الأرض, يأوي إليه الضعيف وبه ينتصر المظلوم, ومن أكرم سلطان الله في الدنيا أكرمه الله يوم القيامة١.

رواه ابن النجار عن أبي هريرة، ورواه البيهقي والحاكم عن ابن عمر رفعه بلفظ: السلطان ظل الله في الأرض, يأوي إليه كل مظلوم من عباد الله, فإن عدل كان له الأجر


١ ضعيف: رقم "٣٣٥١".

<<  <  ج: ص:  >  >>