للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه، فإن كان مريضًا عدناه"، وهذا يشعر باتفاقهم على هذا، وبه جزم الغزالي في الإحياء؛ فقال: "لا يعاد المريض إلا بعد ثلاث"؛ لكن الصحيح أنه يعاد من أول يوم، ويدل له ما رواه الطبراني في "الأوسط" عن ابن عباس أنه قال: "عيادة المريض أول يوم سنة فما كان بعد ذلك فتطوع"، وكذا أخرجه البزار لكن بلفظ "فما زاد فهو له نافلة ومراده بالسنة: سنة النبي صلى الله عليه وسلمن كما هو الصحيح في المسألة. ولعله أراد أن الزيارة أول يوم متأكدة غاية التأكيد؛ وإلا فهي سنة مطلقًا، وفيها أحاديث: منها ما رواه الديلمي في "مسند الفردوس" عن ابن عمر بلفظ "عيادة المريض أعظم أجرًا من اتباع الجنائز"، ومنها ما رواه الطبراني عن أنس بلفظ "عودوا المرضى ومروهم فليدعوا لكم؛ فإن دعوة المريض مستجابة وذنبه مغفور".

١٧٩٦- العين الرمدة لا تمس.

رواه أبو نعيم عن أبي سعيد الخدري أنه قال: "مثل أصحاب محمد مثل العين، ودواء العين ترك مسها"، وهو ضعيف

، ورواه أيضًا عن سعيد بن المسيب أنه قال: "العين نطفة؛ فإن مسستها رتقت، وإن أمسكت عنها صفت وله أيضًا عن أبي إدريس الخولاني: أن أبا مسلم سمع أهل الشام وكادوا أن يتناولوا عائشة؛ فقال: "ألا أخبركم بمثلكم ومثل أمكم؟ كمثل عينين في رأس يؤذيان صاحبهما ولا يستطيع أن يعاقبهما إلا بالذي هو خير لهما".

١٧٩٧- "العين حق: تدخل الجمل القدر والرجل القبر" ١.

رواه أبو نعيم عن جابر مرفوعًا، وحديث "العين حق" -بدون الزيادة- متفق عليه، عن أبي هريرة، والزيادة ضعيفة، وفي رواية لأحمد عن أبي هريرة أيضًا بزيادة "ويحضرها الشيطان وحسد ابن آدم"، ورواه مسلم عن ابن عباس بزيادة "ولو كان شيء سابق القدر؛ سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغتسلوا"

ورواه البزار بسند حسن، عن جابر رفعه "أكثر من يموت بعد قضاء الله وقدره بالعين" وعزى في "الدرر": "العين حق" بدون زيادة للبخاري عن ابن عباس، وعزى فيه لأبي نعيم عن جابر: "العين تدخل الرجل القبر والجمل القدر" بدون لفظ "حق"، فاعرفه

، وفي "اللآلئ": وأما ما اشتهر "العين حق تدخل الجمل القدر والرجل القبر"؛ فرواه أبو نعيم عن جابر، ثم نقل عن ابن عدي أنه قال: بلغني أنه قيل لشعيب: ينبغي أن تمسك عن هذه الرواية فأمسك، وفي الباب عن


١ في معناه حسن: رقم "٤١٤٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>