لدوا للموت وابنوا للخراب". ورواه أحمد والنسائي في "الكبير" بدون الشاهد منه وصححه ابن حبان.
ونقل القاري عن الإمام أحمد أنه قال: هو مما يدور في الأسواق، ولا أصل له. انتهى. ورواه البيهقي أيضًا عن أبي حكيم مولى الزبير، رفعه: "ما من صباح يصبح على العباد إلا وصارخ يصرخ: لدوا للموت واجمعوا للفناء وابنوا للخراب". وفي سنده ضعيفان وأبو حكيم مجهول.
ورواه أبو نعيم عن أبي ذر موقوفًا منقطعًا: "أنه قال: تلدون للموت، وتبنون للخراب، وتؤثرون ما يفنى، وتتركون ما يبقى". وأخرج الثعلبي في تفسيره بإسناد واه جدًا، عن كعب الأحبار قال: "صاح ورشان عند سليمان بن داود فقال أتدرون ما يقول هذا؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال: يقول: لدوا للموت وابنوا للخراب" فذكر قصة طويلة. وأخرج أحمد في "الزهد" عن عبد الواحد بن زياد أنه قال: "قال عيسى بن مريم: يا بني آدم، لدوا للموت وابنوا للخراب، تفنى نفوسكم وتبلى دياركم".
وأنشد البيهقي بسنده إلى ثابت البربري من أبيات له:
وللموت تغدوا الوالدات سخالها ... كما لخراب الدور تبنى المساكن
ولغيره:
له ملك ينادي كل يوم ... لدوا للموت وابنوا للخراب
ولابن حجر:
بني الدنيا أقلوا الهم فيها ... فما فيها يؤول إلى الفوات
بناء للخراب وجمع مال ... ليفنى والتوالد للممات
٢٠٤٢-
لسعت حية الهوى كبدي ... فلا طبيب لها ولا راقي
إلا الحبيب الذي شغفت به ... فإنه علتي وترياقي
قال ابن تيمية -كما في "المقاصد"-: ما اشتهر أن أبا محذورة أنشدهما بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه تواجد حتى وقعت البردة الشريفة عن كتفيه فتقاسمها فقراء الصفة وجعلوها رقعًا في ثيابهم. كذب باتفاق أهل العلم بالحديث.
وما روى في ذلك؛ فموضوع؛ منه ما رواه أبو طاهر المقدسي وصاحب العوارف، عن أنس: "أنه عليه الصلاة والسلام أنشد بحضرته البيتان فتواجد عليه الصلاة والسلام وتواجد أصحابه