لكن مشى ابن الملقن الحافظ بن حجر على أن معناه نفي الرؤية من خلف.
وقال القرطبي: حمله على الظاهر أولى؛ لأن فيه زيادة كرامة للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فإن قيل:"روي أنه صلى الله عليه وسلم ورد عليه وفد عبد القيس وفيهم غلام وضيء، فأقعده وراء ظهره"، أجيب بأنه روي مرسلًا ومسندًا؛ لكن مع الحكم عليه بالنكارة وبأنه فعل على تقدير صحته، كما قال ابن الجوزي: ليسن أو لأجل غيره، وأطال عليه الكلام السخاوي في بعض أجوبته.
٢١٧٦- ما أفلح سمين قط.
هو من كلام الإمام الشافعي بزيادة "إلا محمد بن الحسن"، ووجهه أن العاقل من هم لآخرته أو دنياه والشحم لا ينعقد مع الهم، وإذا خلا منهما صار في حد البهائم.
وفيه قصة الملك المثقل وتطببه بخبر الموت قال القاري: وأقول هذا أغلبي. وما أحسن قول سيف الدين
الباخرزي:
يقولون أجسام المحبين نضوة ... وأنت سمين لست غير مرائي
فقلت لهم إذ خالف الحب طبعهم ... ووافقه طبعي فصار غذائي
وتقدم حديث "إن الله يكره الحبر السمين".
٢١٧٧- ما أفلح صاحب عيال قط.
رواه الديلمي عن أبي هريرة مرفوعًا وابن عدي عن عائشة مرفوعًا، قال: وعن النبي صلى الله عليه وسلم؛ منكر؛ إنما هو من كلام ابن عيينة عن هشام.
قال في "المقاصد": وصح قوله -صلى الله عليه وسلم- "وأي رجل أعظم أجرًا من رجل له عيال، يقوم عليهم حتى يغنيهم الله من فضله".
٢١٧٨- ما أكرم شاب شيخًا؛ إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه١.
رواه الترمذي عن أنس مرفوعًا، وقال: غريب لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن بيان عن أبي الرجال.
١ ضعيف: رقم "٥٠١٤" والرواية "ما أكرم شاب شيخًا لسنة إلا".