ورواه صالح الطلحي عن أبي هريرة، قال الدارقطني: والأول أشبه وأخرجه البيهقي في "الشعب"، عن الأوزاعي أنه قال: من قتل مظلومًا كفر الله عنه كل ذنب؛ فإن ذلك في القرآن {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بإِثْمِي وَإِثْمِكَ}[المائدة: ٢٩] انتهى.
قال القاري وفي استدلاله بالقرآن بحث ظاهر.
وقال في الدرر تبعًا للزركشي: حديث "ما ترك القاتل على المقتول من ذنب"، قال ابن كثير: لا أصل له، قلت: بمعناه حديث "السيف محاء للخطايا"، أخرجه ابن حبان من حديث ابن عمر، وأخرج الديلمي وأبو نعيم من حديث عائشة:"قتل الصبر لا يمر بذنب إلا محاه"، وأخرجه سعيد بن منصور من مرسل عمرو بن شعيب:"من قتل صبرًا كان كفارة لخطاياه". انتهى.
٢٢٠١- ما تعاظم علي أحد مرتين:
قال القاري: هو من كلام السلف، ومعناه يؤخذ من حديث:"لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين". انتهى.
وقال في "المقاصد": هو كلام غير واحد من السلف: فروى الدينوري في "المجالسة" عن الأصمعي قال: "قال رجل ما رأيت ذا كبر قط؛ إلا تحول داؤه فيّ" يريد: أني أتكبر عليه، ويروى عن الشافعي في هذا المعنى أيضًا، وقال النجم: نقل القشيري في الرسالة عن يحيى بن معاذ أنه قال: "التكبر على من تكبر عليك بماله تواضع".
٢٢٠٢- ما جبل ولي الله إلا على السخاء وحسن الخلق١.
رواه الديلمي عن عائشة مرفوعًا بسند ضعيف، ورواه الدارقطني في الأجواد وأبو الشيخ وابن عدي؛ لكن ليس عند أولهم "وحسن الخلق".
ومن شواهده ما رفعه أنس:"أن بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بصوم ولا صلاة؛ ولكن برحمة الله وسخاء الأنفس والرحمة للمسلمين"، ونحوه عن أبي سعيد، وفي كتاب "الجواهر المجموعة" عن عمر رفعه: "إن الله بعث جبريل إلى إبراهيم: إني لم أتخذ خليلًا على أنك عبد من عبادي؛ ولكن اطلعت على قلوب المؤمنين فلم أجد قلبًا أسخى من قلبك".