من الناس رده، ويا أخي اغتنم دعوة المؤمن المبتلى، ويا أخي وليكن المسجد بيتك؛ فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:"المسجد بيت كل تقي".
وله شواهد: منها ما رواه أبو نعيم عن أبي إدريس الخولاني -واسمه عائذ الله- من قوله:"المساجد مجالس الكرام"
ورواه البخاري في "الأدب" عن أنس بلفظه وزاد: "وقد ضمن الله لمن كانت المساجد بيوتهم بالروح والراحة والجواز على الصراط"، وتقدم في "إذا رأيتم الرجل يتعهد المساجد" والحديث؛ وإن كان ضعيفًا؛ فله شواهد تجبره.
٢٢٩٦- مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما عند سماع قول المؤذن "أشهد أن محمدًا رسول الله" مع قوله أشهد أن محمد عبده ورسوله، رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا ومحمد صلى الله عليه وسلم - نبيًا١.
رواه الديلمي عن أبي بكر:"أنه لما سمع قول المؤذن "أشهد أن محمدًا رسول الله؛ قاله، وقبل باطن الأنملتين السبابتين ومسح عينيه فقال -صلى الله عليه وسلم- من فعل فعل خليلي؛ فقد حلت له شفاعتي".
قال في "المقاصد": ولا يصح، وقال القاري: وإذا ثبت رفعه إلى الصديق فيكفي العمل به لقوله -عليه الصلاة والسلام- عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، وقيل لا يفعل، ولا ينهى.
كذا لا يصح ما رواه أبو العباس ابن أبي بكر الرداد اليماني المتصوف في كتابه "موجبات الرحمة وعزائم المغفرة" بسند فيه مجاهيل مع انقطاعه عن الخضر -عليه الصلاة والسلام- "أنه قال: من قال حين يسمع المؤذن يقول: "أشهد أن محمدا رسول الله": مرحبا بحبيبي وقرة عيني محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- ثم يقبل إبهاميه ويجعلهما على عينيه؛ لم يعم ولم يرمد أبدًا".
ثم روي بسند فيه من لم أعرفه عن الفقيه محمد السيابا؛ فيما حكى عن نفسه: "أنه هبت ريح فوقعت منه حصاة في عينه، وأعياه خروجها، وآلمته أشد الألم، وأنه لما سمع المؤذن يقول أشهد أن محمدًا رسول الله؛ قال ذلك فخرجت الحصاة من فوره".
قال الرداد: هذا يسير في جنب فضائل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
١ قال السخاوي في "المقاصد": "لا يصح". وقال ابن الديبع: "أورده الشيخ أحمد الرداد في كتابه "موجبات الرحمة" بسند فيه مجاهيل مع انقطاعه عن الخضر، وكل ما يروى من هذا، فلا يصح رفعه البتة". انظر التمييز "١٢٦٢".