للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحكى الشمس محمد صالح المدني إمامها وخطيبها في تاريخه عن المجد -أحد القدماء من المصريين-: أنه سمعه يقول: "من صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا سمع ذكره في الأذان، وجمع أصبعيه المسبحة والإبهام وقبلهما ومسح بهما عينيه؛ لم يرمد أبدًا"، ثم قال ابن صالح المذكور: وسمعت ذلك أيضًا من الفقيه محمد بن الزرندي، عن بعض شيوخ العراق أو العجم، وأنه يقول عند ما يمسح عينيه: "صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله يا حبيب قلبي ويا نور بصري، ويا قرة عيني"، وقال لي كل منهما: منذ فعلته لم ترمد عيني، قال ابن صالح: وأنا ولله الحمد والشكر منذ سمعته منهما استعملته فلم ترمد عيني، وأرجو أن عافيتهما تدوم، وإني أسلم من العمى إن شاء الله تعالى١.

قال وروي عن الفقيه أبي الحسن علي بن محمد: "من قال: حين يسمع المؤذن يقول "أشهد أن محمدًا رسول الله" مرحبًا بحبيبي وقرة عيني محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- ويقبل إبهاميه ويجهلهما على عينيه؛ لم يعم ولم يرمد".

ونقل عن الطاووسي أنه سمع من محمد بن أبي نصر البخاري حديثًا: "من قبل عند سماعه من المؤذن كلمة الشهادة ظفري إبهاميه ومسحهما على عينيه، وقال عند المسح: "اللهم احفظ حدقتي ونورهما ببركة حدقتي محمد -صلى الله عليه وسلم- ونورهما؛ لم يعم"، ولم يصح في المرفوع من كل هذا شيء.

٢٢٩٧- مسح الوجه باليدين عند تمام الدعاء٢.

قال النجم: رواه أبو داود عن ابن أبي بريدة: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دعا رفع يديه ومسح وجهه بيديه".

والترمذي عن ابن عمر: "أنه -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه".

والطبراني في "الكبير" عنه: "أن الله حي كريم يستحي أن يرفع العبد يديه فيردهما صفرًا لا خير فيهما؛ فإذا رفع أحدكم يديه فليقل: يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت، يا أرحم الراحمين -ثلاث مرات- ثم إذا رد يديه فليفرغ الخير على وجهه وله في الدعاء عن الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث معضلًا: "إذا دعا أحدكم فرفع يديه؛ فإن الله جاعل في يديه بركة ورحمة؛ فلا يردهما حتى يمسح بهما وجهه".


١ سبق أنا بينا مرارًا أن الدين لا يؤخذ بالتجارب ولا بآراء الرجال.
٢ ضعيف، انظر الإرواء "٤٣٣"، ولم يصح في الباب شيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>