للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العلم والصنائع ذهب العلم من العجم جملة لما شملهم من البداوة واختص العلم بالأمصار الموفورة الحضارة ولا أوفر اليوم في الحضارة من مصر فهي: أم العالم وإيوان الإسلام وينبوع العلم والصنائع وبقي بعض الحضارة فيما وراء النهر لما هناك من الحضارة بالدولة التي فيها فلهم بذلك حصة من العلوم والصنائع لا تنكر وقد دلنا على ذلك: كلام بعض علمائهم في تآليف وصلت إلينا من هذه البلاد وهو: سعد الدين التفتازاني١ وأما غيره من العجم فلم نر لهم من بعد الإمام ابن الخطيب٢ ونصير الدين الطوسي٣ كلاما يعول على نهايته في الإصابة - فاعتبر ذلك وتأمله تر عجبا في أحوال الخليقة والله يخلق ما يشاء لا إله إلا هو وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وحسبنا الله ونعم الوكيل والحمد لله٤.


١ انظره فيما تقدم ص٤٣.
٢ هو الإمام فخر الدين الرازي وقد سبقت ترجمته صفحة٣١.
٣ هو نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي، فيلسوف، كان رأساً في العلوم العقلية، علامة بالأرصاد والرياضيات، وكان معضماً عند هولاكو، له كتب كثيرة، ٥٩٧-٦٧٢هـ = ١٢٠١-١٢٧٤م.
٤ آخر كلام ابن خلدون.

<<  <   >  >>