وأخرجه: ابن أبي أسامة من وجه آخر عنه وفيه: فكان من أحسن الناس ثغرا فكان إذا سقط له سن نبت له وأخرجه: ابن السكن من وجه آخر عنه وفيه: فرأيت أسنان النابغة أبيض من البرد لدعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وقال الشيخ: محمد حياة السندي المدني في رسالة: الأحاديث المسلسلة عن نابغة بني جعدة الشاعر: لقيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنشدته قصيدتي التي أقول فيها:
بلغنا السماء السبع مجدا وسؤددا ... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
فقال: أين يا أبا ليلى؟ قلت: إلى الجنة يا رسول الله قال: "إلى الجنة إن شاء الله تعالى"
وقال كعب بن زهير - رضي الله عنه -:
جاء السخينة كي تغالب ربها ... وليغلبن مغالب الغلاب
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لقد مدحك الله يا كعب في قولك هذا" وفي رواية: أن الله لم ينس ذلك لك وعقد البيهقي في الدلائل بابا مستقلا في الشعر وقال: باب اختياره - صلى الله عليه وسلم - الشعر وذكر حديثا طويلا عن جابر - رضي الله عنه - وحاصل الحديث: أنه جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: يا رسول الله يريد أبي أن يأخذ مالي فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ائت بأبيك عندي" فلما جاء أبوه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يقول ابنك أنت تأخذ ماله" قال: سله يا رسول الله لا مصرف لماله إلا عماته وقراباته أما أصرفه على نفسي وعيالي؟ فنزل جبريل - عليه السلام - وقال: يا رسول الله قال هذا الشيخ في نفسه شعرا ما وصل إلى أذنه فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هل قلت في نفسك شعرا"؟ فاعترف الشيخ وقال: "لا يزال يزيدنا الله - تعالى - بك بصيرة ويقينا" وعرض سبعة أبيات نظمها في نفسه وهي:
غذوتك مولودا وصنتك يافعا ... تعل بما أجني عليك وتنهل
إذا ليلة ضاقت بك السقم لم أبت ... لسقمك إلا ساهرا أتململ
تخاف الردى نفسي عليك وإنها ... لتعلم أن الموت حتم موكل
كأني أنا المطروق دونك بالذي ... طرقت به دوني فعيني تهمل
فلما بلغت السن والغاية التي ... أتتك مراما فيه كنت أؤمل
جعلت جزائي غلظة وفظاظة ... كأنك أنت المنعم المتفضل
فليتك إذ لم ترع حق أبوتي ... فعلت كما الجار المجاور يفعل
قال جابر: فبكى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ثم أخذ تلابيب ابنه وقال له: "اذهب فأنت ومالك لأبيك". انتهى وقد ثبت: تصرف الأب في مال الابن قدر الضرورة بهذا الحديث.
قال الشيخ: بهاء الدين العاملي في بعض مؤلفاته: روي عن قيس بن عاصم قال: وفدت مع جماعة من بني تميم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فدخلت عليه وعنده الصلصال بن الدلهمس فقلت: يا نبي الله عظنا موعظة ننتفع بها فإنا قوم نغير في البرية فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا قيس إن مع العز ذلا وإن مع الحياة موتا وإن مع الدنيا آخرة وإن لكل شيء رقيبا وعلى كل شيء حسيبا وإن لكل أجل كتابا وإنه لا بد لك يا قيس من قرين يدفن معك وهو حي وتدفن معه وهو ميت فإن كان كريما أكرمك وإن كان لئيما أسلمك ثم لا تحشر إلا معه ولا تسأل إلا عنه فلا تجعله إلا صالحا فإنه إن صلح أنست به وإن فسد لا