قال في مدينة العلوم: ومن جملتهم: أبو العباس الخضر عليه السلام رآه عصابة من الأولياء. انتهى.
قلت: وفيه نظر واضح عند من يقتدي بأهل الحديث.
وتصانيفه أكثر من أن تحصى وكلها أتقن من تأليفات السيوطي وشهرته تغني عن إكثار المدح له وإطالة ترجمته وهو من مشائخي في علم الحديث وقد انتفعت بكتبه كثيرا ولله الحمد.
خليل بن أيبك الشيخ: صلاح الدين الصفدي الشافعي: الإمام الأديب الناظم الناثر صاحب التاريخ الكبير وهو بخطه أكثر من خمسين مجلدا ولد سنة ٦٦٩هـ، وقرأ يسيرا من الفقه والأصلين وبرع في الأدب: نظما ونثرا وكتابة وجمعا وتتلمذ على الشيخ: تقي الدين أبي الحسن علي بن عبد الكافي السبكي١ ولازم الحافظ فتح الدين بن سيد الناس وبه تمهر في الأدب.
وقال: كتبت أزيد من ستمائة مجلد تصنيفاً. مات بالطاعون ليلة عاشر شوال سنة ٧٩٤هـ. - رحمه الله تعالى
الحافظ: أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي المعروف: بالخطيب صاحب تاريخ بغداد.
كان من الحفاظ المتقنين والعلماء المتبحرين ولو لم يكن له سوى التاريخ لكفاه فإنه يدل على اطلاع عظيم وصنف قريبا من مائة مصنف وفضله أشهر من أن يوصف.
أخذ الفقه عن: أبي الحسن المحاملي والقاضي أبي الطيب الطبري وغيرهما.
وكان فقيها فغلب عليه الحديث والتاريخ.
ولد يوم الخميس في سنة ٣٩٣هـ، وتوفي يوم الاثنين سابع ذي الحجة وقيل: في شوال سنة ٤٦٣هـ، ببغداد وحكايته في إبطال خط النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي أخرجه اليهود لإسقاط الجزية عنهم واحتجوا به مشهورة.
وإن الشيخ أبا إسحاق الشيرازي من جملة من حمل نعشه لأنه انتفع به كثيرا وكان يراجعه في تصانيفه والعجب أنه كان في وقته: حافظ الشرق وأبو عمرو يوسف بن عبد البر - صاحب كتاب الاستيعاب -: حافظ المغرب وماتا في سنة واحدة وقد كان تصدق بجميع ماله: وهو مائتا دينار فرقها على أرباب الحديث والفقهاء والفقراء في مرضه وأوصى أن يتصدق عنه بجميع ماله وما عليه من الثياب ووقف جميع كتبه على المسلمين ولم يكن له عقب وصنف أكثر من ستين كتابا ورؤيت له منامات حسنة صالحة بعد موته وكان قد انتهى إليه علم الحديث وحفظه في وقته هذا آخر ما نقلته من كتاب ابن النجار - رحمه الله تعالى
الحافظ: محب الدين بن النجار صاحب: ذيل تاريخ بغداد جاوز ثلاثين مجلدا وذيله: دال على سعة حفظه وعلو شأنه.
وهو: محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله الحافظ الكبير الثقة له: مصنف حافل في مناقب الشافعي وتصانيف أخر في السنن والأحكام ولد في سنة ٥٧٨هـ، وله: الرحلة الواسعة إلى الشام ومصر والحجاز ومرو وأصبهان وهراة ونيسابور وكانت رحلته سبعا وعشرين سنة توفي ببغداد في سنة ثلاث وأربعين وستمائة.
١ هو من تلامذه الحافظ الذهبي، كما حكاه تاج الدين في الطبقات الكبرى في ترجمته نقلاً عن الذهبي في معجمه المختص، وفيه سمعت ومنه وسمع مني. أبو الفتح مولوي محمد عبد الرشيد الشوبياني سلمه ربه.