للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكل ما يزيد في البلغم يورث النسيان ومن أسبابه اقتراف المعاصي وكثرة الذنوب والهموم والأحزان في أمور الدنيا وكثرة الأشغال والعلائق وأما أسباب نسيان العلم: فأكل الكسبرة١ الرطبة وأكل التفاح الحامض والنظر إلى المصلوب وقراءة ألواح القبور والمرور بين قطار الجمال وإلقاء القمل على الأرض والحجامة على نقرة القفا كلها تورث النسيان وارتكاب الذنب سبب حرمان الرزق خصوصا الكذب يورث الفقر وكذا نوم الصبح وكثرة النوم تورث فقد العلم إلى غير ذلك ومما يزيد في الرزق التسبيح بعد الفجر وبعد المغرب. ومما يزيد في العمر البر وترك الأذى وتوقير الشيوخ وصلة الرحم والاحتراز عن قطع الأشجار الرطبة إلا عند الضرورة وإسباغ الوضوء والصلاة بالتعظيم والخشوع والقرآن بين الحج والعمرة وحفظ الصحة.

ولا بد أن يتعلم شيئا من الطب ويتبرك بالآثار الواردة في الطب الذي جمعه الشيخ الإمام أبو العباس المستغفري٢ في كتابه المسمى ب طب النبي صلى الله عليه وسلم يجده من يطلبه.

هذا خلاصة ما ذكره الزرنوجي - رحمه الله - وكتاب: جواهر العقدين في فضل الشرفين: شرف العلم الجلي والنسب العلي للشيخ الإمام العلامة: علي ابن الشيخ: جمال الدين السمهودي٣ الشافعي - رحمه الله - قد اشتمل على جملة كافية من بيان شرف العلم وآداب العالم والمتعلم وطريق الدرس واقتناء الكتب وغيرها اشتمالا نافعا فمن شاء الزيادة فعليه به وبالله التوفيق.


١ ما نسميها اليوم الكزبرة.
٢ هو جعفر بن محمد بن المعتز بن محمد بن المستغفر النسفي، فقيه، من رجال الحديث: ٣٥٠-٤٣٢هـ = ٩٦١-١٠٤١م.
٣ هو علي بن عبد الله بن أحمد الشافعي المعروف بالسمهودي، نور الدين، مؤرخ فقيه له مصنفات في ذلك: ٨٤٤-٩١١هـ = ١٤٤٠-١٥٠٥م.

<<  <   >  >>