للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجونفور: من بورب وهو ملك وسيع في الشرقي من دهلي عبارة عن ثلاث صوب١ أود: إله آباد وعظيم آباد تتلمذ ملا على جده الشيخ: شاه محمد المتوفي سنة ١٠٣٢هـ وعلى أستاذ الملك الشيخ: محمد أفضل الجو نفوري وفرغ عن تحصيل العلوم وهو ابن سبع عشرة سنة.

له تصانيف شهيرة منها: الفرائد شرح الفوائد٢ وعلق عليه حاشية أحسن فيها كل الإحسان روي أنه لم يصدر عنه في تمام العمر قول يرجع عنه وكان يجيب السائل إن كان خاطره حاضرا أو يقول: خاطري في هذا الوقت غير حاضر.

قال مؤلف الصبح الصادق - وهو من تلامذته -: رحل الشيخ إلى آكره ولقي آصف خان من أعاظم أمراء السلطان شاهجهان وكنت معه في هذا السفر ثم عاد إلى جونفور واشتغل بالتدريس. انتهى.

له: رسالة في أربعة أوراق بالفارسية في أقسام النسوان خالية عن الأمثلة لأن الفرس مغازلتهم بالأمارد لا بالخرائد.

توفي في سنة ١٠٦٢هـ، فحزن عليه أستاذه حزنا عظيما ولم يتبسم أربعين يوما ثم لحق بالتلميذ.

قال السيد آزاد: ولا ريب أنه لم يظهر في الهند مثل الفاروقيين أحدهما: في علم الحقائق وهو الشيخ: أحمد السهرندي والثاني: في العلوم الحكمية والأدبية وهو: ملا محمود - صاحب الترجمة. انتهى.

ثم ذكر كلامه على مسألة الحدوث الدهري التي اخترعها: مير محمد باقر الاسترآبادي من الشمس البازغة.

الشيخ: محمد أفضل الجونفوري: كان أفضل فضلاء عصره وأمثل علماء دهره في العقليات والنقليات وكان حصورا تقيا حسن الخلق سليم المزاج مقيما لدولة العلم والتدريس هو وتلامذته بجو نفور أجلهم وأشرفهم: ملا محمود المذكور مات من حزن موت تلميذه المسطور في سنة ١٠٦٢هـ كما تقدم.

ملا عبد الحكيم السيالكوئي الفنجابي: نسبة إلى: بنجاب: معرب ببجاب وهو ملك وسيع في الغربي من دهلي عبارة عن صوبتين: لاهور وملتان.

ولد بسيالكوت: بلدة من توابع لاهور وقام في سن التمييز على طلب العلم وتتلمذ على ملا كمال الدين الكشميري نزيلها الذي كان أستاذ المجدد السهرندي واشتغل بإفادة العلوم في عهد السلطان جهانكير ولما جلس ابنه شاهجهان على سرير المملكة وتصدى لترويج العلم والعلماء جاء ملا إلى سدته مرارا ووزنه السلطان مرتين في الميزان وأعطاه في كل مرة ستة آلاف من الربابي٣ وأنعم عليه


١ الصوبة: عبارة عن أرض وسيعة محدودة فيها دار الإمارة وبلدات أخر لها توابع، وكل بلدة لها قصبات تضاف إليها وكل قصبة إماقرى تضاف إليها، وقصبات بورب في حكم البلدان لأنهما مشتملة على عمارات عالية ومحلات رفيعة للشرفاء والنجباء والأمراء والعلماء وغيرهم من الأقوام المختلفة وأرباب الحرف المتنوعة وعلى المساجد والمدارس والصوامع، ومساجدها معمورة بصلاة الجمعة والجماعات يصح أن يطلق على القصبة اسم البلدة. كذا في سبحة المرجان، سيد علي حسن خان سلمه ربه.
٢ أي الفوائد الغياثية للقاضي عضد الدين الإيجي في المعاني والبيان البديع، وهو شرح جليل القدر يعرف منه تبحرة في علوم الفصاحة، مير عبد الحي خان سلمه ربه.
٣ جمع ريبة معرب روبية وهي السكة الفضية المروجة في الديار الهندية.

<<  <   >  >>